مهما كان الإنسان مدرب وقادر ع إخفاء مشاعره.. لن يستطع إخفاء لهفته وخوفه ع من يحب.. وهذا ما يحدث مع أدهم الان.. عندما علم بتعبها لم يستطع إخفاء لهفته وركض مسرعا إليها.. ولم يكن يعلم أن لهفته هذه قد رآها الجميع حتى قالت له ياسمين بتهكم:وانت مالك قلقان عليها كدا ليه؟..
هنا ادرك أدهم ما وضع نفسه فيه ولكنه قال بثبات:عشان هي طول ماهي هنا وهي عهدتي ولازم احافظ عليها..
مودة بابتسامة:طول عمرك ابن أصول ي ابني.. بس هنعمل ايه دلوقتى؟.. هنجيب دكتور منين دلوقتي؟..
هنا اخرج أدهم هاتفه واتصل ع نديم الذي تأخر ف الرد قليلا ثم أجاب بنعاس:ا.. الو..
ادهم:قوم فوقلي كدا..
نديم بنعاس:عايز ايه ي عم انت دلوقتى؟..
ادهم:قوم هاتلى دكتورة.. ها دكتورة..
نديم:نعم ي عنيا؟.. اومال الي عندك دي ايه؟..
ادهم:ماهو ليها هي..
نديم:ليها؟..يخربيتك انت عملت ايه ف البت؟..
ادهم:أنجز ف ليلتك دي وروح هات سمر..
نديم:نعم ي خويا.. دا انا اسافر ابعد بلاد ولا اروح اجيب الرخمة دي..
أدهم بثبات:نديم انا هبعتلك العنوان وف ظرف ١٠ دقايق الاقيكم عندي..
واغلق الخط ف وجهه بسرعه ثم قال لياسمين:روحي هاتي كمادات مايه ساقعه عشان السخونية..
وبالفعل هبطت ياسمين حتى تاتي بهم بينما جلس أدهم ع الكرسي القريب من الفراش وأرسل لنديم عنوان سمر وظل ينظر إليها باعين لامعه تحمل الحب والشوق وماهي الا ثواني حتى رقدت مودة بجوارها ووضعت يدها ع جبينها وقالت بحنان:ي حبيبتي ي بنتي دي قايده نار..
ادهم:ماتقلقيش ي ماما ان شاء الله تبقى كويسه..
مودة:تخيل لو كانت ف بيتها لوحدها دلوقتى.. دا كان الموضوع قلب معاها بحمي بعد الشر..
وبدأت حور ف تحريك راسها بتعب ووجهها يتصبب عرقا وكانت تقول بصوت منخفض:ز.. زياد.. زياد..
كانت مودة تجفف لها ذلك العرق بمنديل وقالت لادهم:تفتكر دا طليقها؟..
أدهم:وليه مش جوزها؟..
مودة:لا جوزها اسمه سليم..ي حبيبتي ي بنتي لسه قلبها بيحبه..
ادهم:ولما هي بتحبه.. اتطلقوا ليه؟..
مودة:ساعات الحب لوحده مش كفايه.. ايه فايده حبها دا مع واحد كداب او مالهوش اصل او ماعندهوش اخلاق..مش قادر يصون النعمه الي ف ايده..
أدهم بتوهان ف منظرها:عندك حق هو فعلا ماصانش النعمه الي ف ايده..
مودة:تاب قول لنفسك بقا..
ادهم:وانا مالي انا؟..
مودة:اتعلم من تجارب الآخرين.. وخد بالك من مراتك بدل ماتضيع منك..
أدهم بضجر:تاني ي ماما.. هو اي كلام بينا لازم تدخلي ياسمين فيه..
مودة:ي ابني صعبانه عليا.. البت بتحبك وانت مش مديها ريق حلو..
ادهم:ماما نتكلم ف الموضوع دا بعدين.. مش وقته..
وكانت مودة ع وشك التحدث ولكن قاطعها دخول ياسمين وهي تحمل صينيه يوجد بها اناء ماء به بعض قطع الثلج وقطعه قماش ووضعته بجوار مودة التي بدأت ف غمس القطعه ف الماء ووضعها ع جبين حور.. وكان أدهم ينظر إلى حور بحب لم تستطع عيونه اخفائه حتى قالت ياسمين:احنا هنفضل كدا؟.. هي الدكتورة جاية امتي؟..
مودة:شوف نديم اتأخر كدا ليه؟..
لم يتحدث أدهم وذهب الي الشرفه حتى يتصل ع نديم الذي وجد اتصال قادم منه وقام بالرد عليه قائلا:انت اتاخرت كدا ليه ي حيوان انت؟..
نديم:ماهو الست الدكتورة مش عايزه تيجي معايا.. اصلي هخطفها باين..
ادهم:بطل استظراف واديهالي..
نديم:خد ي خويا..
سمر التي اخذت الهاتف من نديم:الو..
ادهم:ايوا ي سمر.. انا اسف اني هنزلك من البيت دلوقتي بس حور سخنة اوي..
سمر بلهفه:لا ولا اسف ولا حاجة انا جايه حالا..
واغلقت الخط في وجهه من شده لهفتها ع صديقتها.. وضع أدهم الهاتف ف جيبه وظل ينظر إلى السماء وهو يفكر ف حبيبته التي لا يستطع ان ياخذها بين احضانه حتى يطمئن عليها.. يبدو أن وجودها هنا سيكن عقابا له هو وليس لها مثلما خطط...
...............................
بينما ف أثناء ذلك.. صعدت سمر مع نديم الي السياره وبدأ نديم ف القياده وقالت:أنجز ي عم انت..
نديم:ماتتظبطي شغال عندك انا..
سمر:الصبر من عندك يارب..
نديم:اه والله ومين سمعك..
وكان الصمت هو سيد الموقف حتى قالت سمر:بقولك ايه.. أوقف عند أقرب صيدلية عشان اجيبلها المحلول..
نديم:هتنزلي كدا؟..
من شده لهفه سمر ع حور.. ذهبت مع نديم بملابس المنزل ولم تلاحظ ذلك وقالت:ايه مالي؟..
نديم:لا ي اختي ولا حاجة.. هتدخلي صيدليه ف الوقت دا بالهدوم دي؟..
سمر بخبث:ومين قالك ي حلو ان انا الي هنزل لوحدي؟.. اومال انت لازمتك ايه؟.. خيال ماتة..
نديم:دا احنا بنستظرف بقا.. تاب انجزي..
وهبطا معا من السياره وقام نديم بامساك يدها بين يديه مما جعلها تتعجب وقالت وهي تحاول افلات يدها من يده:انت بتعمل ايه؟.. اوعا ايدك دي..
نديم:تعرفي تسكتي..
ودخلا الي الصيدليه وبدأت سمر ف التحدث مع الصيدلي وكانت تتحدث بحرفيه وفهم وهذا أعجب نديم.. فهو لا ينكر انه للحظات كثيرة لم يستوعب انها طبيبة من الأساس.. وبعد أن أعطاها الصيدلي كل شئ.. دفع نديم الحساب وعادا الي السياره مرة أخرى وقالت له سمر:انت مسكت ايدي ليه؟..
نديم:عشان ماحدش يفتكر انك لوحدك.. عشان ماحدش يستظرف من الاخر..
سمر بتعجب:وانت تفرق معاك ف ايه يعني؟..
نديم:شايفة نفسك ماشيه مع سوسن ولا حاجة 😒..
وبدأ ف القياده بصمت ولكن سمر لا تعلم لما شعرت بداخلها بسعاده ان هناك من يهتم بها حتى ولو من باب الأصول والأخلاق..وكانت طوال الطريق تنظر من النافذه او كانت عيونها تخونها للحظات وتنظر اليه..وماهي الا دقائق حتى وصلا الي فيلا الصياد..وطرقا الباب وقامت ياسمين بفتح الباب لهم وصعدا الي الأعلى.. وركضت سمر سريعا الي حور وامسكت بيدها فوجدت ان بها حرارة رغم تلك الكمادات.. وبدأت ف فحصها تحت أنظار الجميع وقالت:هي بقالها كدا قد ايه؟..
مودة:من قبل مانديم يجيلك كدا بساعتين..
سمر:امممممم.. حالتها دي بتقول انها كدا من نص اليوم..
أدهم بتعجب:نص اليوم؟..تاب وهي ليه ماقالتش؟.. يمكن ماكانتش حاسه بنفسها مثلا..
سمر:يمكن.. عامة انا عملت حسابي وجبت محلول خافض للحرارة..
وبدأت سمر ف تجهيز المغذي ووضع المضادات الحيويه به.. وقامت بامساك ذراعها حي تجد لها وريد ولكن من حرارة جسدها لا يوجد وريد ظاهر.. فقالت لادهم:مستر ادهم معلش تعال ثواني كدا..
نديم بمزاح:كلم ي مستر..
ادهم:بس ي خفه ع المسا..
واتجه إليها.. فقالت له:معلشي امسك ايدها من فوق كدا من عند المعصم واضغط عليها جامد عشان الاوردة تبان..
وبالفعل جلس أدهم بجوار حور وامسك بيدها وبدا ف الضغط عليها وهذا جعل حور تتاوه من الوجع قليلا وظلا هكذا دقائق قليله حتى قامت سمر بوضع الإبرة ف يدها وترك أدهم يدها وقد أصبح هناك علامة ع معصم يدها من قوة ضغطه عليه.. وقامت سمر بجعل كل شيء ع مايرام وقالت:انا ركبته اهو وخليته هادي وان شاء الله الصبح هتبقى كويسه..بس معلش حد يفضل سهران معاها عشان بس لو حركت ايدها او جالها رعشه..
مودة:رعشه ايه؟..
سمر:لما الحرارة بتبتدي تنزل.. الجسم بيجيله رعشه كدا أو جسمه بيتنفض..
ياسمين:تاب ودي حلها ايه؟..
سمر:حد يحاول بس يثبت جسمها لحد ما الرعشه تروح مش اكتر.. وعامة هي بتبقى دقايق مش بتطول..
مودة:تسلمي ي حبيبتي والله تعبناكي ونزلناكي ع ملا وشك كدا بليل..
سمر بابتسامه هادئه:لا ي طنط ماتقوليش كدا.. انا ماعنديش اعز ولا أغلى من حور..
مودة:ربنا يخليكم لبعض يارب.. تاب استنى نديم يوصلك.. نديم نديم..
ولكن لم يأتي لها رد.. فقد سقط نديم ف النوم ع الاريكة وقد كان منظره طفولي جدا.. وهذا ما جعل سمر تبتسم اكثر عندما رأته..اتجه أدهم اليه وقام بركل الاريكة وهذا ما جعل نديم يسقط من ع الاريكة وهو يقل بفزع:ايه مين فين ليه ازاي..
ولم يستطع الجميع التحكم ف ضحكته ع هذا المنظر اما هو فقد بدا ف فرك عيونه بنعاس كالاطفال وقال:ايه ام الازعاج دا؟.. ف ايه؟..
ادهم:قوم عشان توصل سمر..
نديم بنعاس:سمر مين؟..
سمر بمزاح:دا فقد الذاكرة.. لا ي عم الا يعمل بيا حادثه مش ناقصه..
ادهم:اخلص ي نديم ف ليلتك دي بدل ماافوقك بطريقتي..
نهض نديم من ع الارض وقال:لا ي خويا وع ايه.. فوقت خلاص..
واخذ سمر واتجها للاسفل حتى يغادرا..وقد قالت ياسمين:يالا تصبحوا على خير..مش يالا ي أدهم؟..
ولكنها لم تجد رد من أدهم.. فقد كان ينظر أدهم الي حور بشوق وحب وخوف.. كان يريد قلبه بشده ان يحتضنها حتى يطمئن ولكن كيف؟.. ولكنه عاد الي الواقع عندما سمع ياسمين تنادي باسمه.. فقال:ف ايه؟؟..
ياسمين:مش يالا ولا ايه.. ولا انت ناوي تقعد هنا؟..
ادهم:لا رايح انام اهو.. تصبحي على خير ي ماما.. لو احتاجتي اي حاجة ابقى قوليلي..
مودة بابتسامة:تسلم يا حبيبي.. روحوا ارتاحوا انتوا..
وخرج أدهم مع ياسمين.. واتجه كلا منهم الي غرفته ورقد أدهم ع الفراش وحاول ان يرخي عقله ليستسلم للنوم ولكن هيهات.. كيف ياتي النوم وف القلب طوفان؟؟..وظل هكذا لساعات حتي سمع صوت قرآن الفجر.. فقرر ان يذهب حتى يتوضأ ويصلي الفجر.. وبالفعل توضأ واتجه الي غرفه حور حتى يراها ويرى والدته.. ووجدها راقده بجوارها تقرأ عليها آيات القرآن وهي تلمس خصلات شعرها..وعندما دخل أدهم.. قالت مودة:خير ي حبيبي؟..
ادهم:لا مافيش بس جيت عشان نصلي الفجر مع بعض..
مودة:تاب خليك جمبها لحد مااروح اتوضي..
وبالفعل ذهبت وتركته مع حوريته النائمة غير شاعرة بما حولها..امسك أدهم بيدها وطبع قبله حب ف كف يدها وماهي الا لحظات حتى شعر باهتزاز جسدها بين يديه..مرت ثواني لم يكن يعلم ماذا يفعل.. ولكنه رفعها اليه واخذها بين احضانه بقوة حتى يثبت جسدها بين احضانه..وبالفعل كانت هزة جسدها تهدأ تدريجيا بين احضانه وكانت حور تتمتم بكلمات غير مفهومة ولكنها قالت بوضوح بصوت متعب شبه نعس:بحبك.. ماتسبنيش..
ضمها أدهم اليه اكثر وقال بصوت حنون ونبرة عشق وكانها تسمعه:عمري ما هسيبك تاني ابدا ي نبض قلبي..
وظل أدهم هكذا لدقائق لا يعلمان عددها حتى ابتعد عنها عندما سمع صوت غلق باب غرفه والدته وأعادها ع الفراش مرة أخرى وتأكد ان ابرة المغدي ع ما يرام..وبعد أن قاما بتاديه الفرض..قام أدهم بنزع ابره المغذي بعد انتهائه واتجه مرة أخرى الي غرفته ومر الليل عليهم وجاء الصباح يحمل معه احداثا جديده..استيقظت حور بوهن وتعب قليلا وبدأت الرؤية تتضح أمامها شيئا فشيئا حتى وضحت..وجدت مودة نائمة بجوارها وعندما رأتها..ابتسمت حور لذلك.. فقد سهرت بجواري طوال الليل.. أهذا ماتفعله الأمهات اذا.. ثم رأت شئ لم تكن تتوقعه.. فقد رأت أدهم نائما ع الاريكة..
YOU ARE READING
لا تتلاعب بي 🖤
Fanficكان اللقاء بك قدر""" """ وكانت صداقتك قرار"""""" ♥️♡اما حبك ♡♥️ فهو شئ لا استطيع التحكم به.... فالقلب يرتجف إليك شوقا.. سطرت ف مفكرتي الصغيره هذه الكلمات وقد اخذتني تلك الحروف الي ايام تمنيت الا تنتهي.. ايام شعرت...