....... البارت الرابع عشر........

977 18 25
                                    

ان القدر يلعب مع الإنسان بشكل خفي احترافي.. فمن الممكن بحدث مهما كان صغره ان يكن اشاره من القدر ان الفرصه قد حانت.. ولكن الذكي من يفهم لغه القدر... اتجهت ياسمين الي غرفه أدهم وقد كان نائما ومحتضنا الوساده.. ماهذا؟.. انها اول مره ينم بتلك الوضعيه؟.. ترى اهو يتخيلها معه؟.. تلك التي يقل عليها انها اسرت قلبه للأبد.. أمن حبه لها يحتضن الوساده بشده هكذا؟.. كان ذلك مايدور ف عقل ياسمين وهي ترى أدهم يحتضن الوساده بحب وبقوة ف نفس الوقت.. اتجهت ياسمين اليه وبدأت ف ايقاظه.. فهي حتى لن تتركه لها ف أحلامه كذلك.. وماهي الا دقائق حتى استيقظ أدهم بضيق وقال:ايه ف ايه؟..
ياسمين:قوم ماما عايزاك عشان عمتك وعمك جم تحت..
أدهم وقد زاد ضيقه:ناقصهم انا.. ماشي شويه ونازل..
ياسمين التي لم تستطع كبت فضولها:هو انت كنت نايم كدا ليه؟..
أدهم:نايم ازاي يعني؟..
ياسمين بغيرة:اول مره اشوفك نايم وحاضن المخدة كدا..ايه؟.. كنت بتحلم بيها ولا ايه؟..
أدهم بابتسامة:ماانتي طلعتي لماحة وبتفهمي اهو..
ياسمين بتحدي:ماشي.. احلم براحتك.. اهو ف الاخر حلم.. لانه عمره ماهيبقي حقيقه.. لان انا مراتك.. انا الواقع.. إنما هي مجرد حلم بيختفي اول مابتصحي..
ابتسم أدهم بسخريه ع ذلك الخيال الغريب وقال بتحدي وثقه:أنتي دلوقتى الي بتحلمي.. الي بتقوليه دا ينفع لما تبقى بس ف الحلم.. لكن هي ف الحلم والروح والقلب والعقل وحتى مع كل نفس بتنفسه.. وريني بقا هتعملي ايه😏..
وتركها وذهب الي الحمام وهي غير مبالي بالبركان الثائر هذا.. الذي كان كلامه بمثابه صخور قد اضرمت النيران ف قلبها اكثر.. من تلك؟.. وكيف تكن المسيطره عليه هكذا؟...
...................................
بينما ف أثناء ذلك ف الاسفل.. كانت مودة تجلس من رجل يرتدي جلباب صعيدي بني اللون ومعه سيده كذلك ترتدي جلباب حريمي اسود اللون..وقالت مودة بابتسامة:منورين والله..
سعدة:دا بنورك ي ام أدهم..اومال أدهم فين؟..
مودة:مراته طلعت تصحيه.. الا النهارده إجازته بقا..
سعيد:الله يكون ف عونه..دا اهل البلد كلهم بيسلموا عليه..
مودة:يسلموا كلهم واحد واحد.. اومال فين إبراهيم ي حاج سعيد؟.. مش قلت انه جاي معاكم..
سعيد:اه.. بس واقف برا بيكلم حد من صحابه..
سعدة:واخبار مرات ابنك ايه؟.. ايه ربنا اذن ولا لسه؟..
سعيد:ايوه.. اديله ٥ شهور متجور لحد دلوقتى.. ولسه مافيش حاجه.. لو العيب منها.. جوزيه تاني.. البنات ع قفا من يشيل..
مودة محاوله التحكم ف اعصابها.. كم تكره ذلك التفكير العقيم:لا ي حاج سعيد الحمدلله مافيش عيب ولا حاجة.. وكمان الحمدلله ربنا اذن..
سعده:ي الف نهار ابيض.. مبروك ي ام أدهم..
سعيد:مبروك ي ام أدهم.. يتربى في عزكم..
مودة:الله يبارك فيكم...
قاطع مودة هبوط حور من الأعلى وقد كانت ترتدي جيب سوداء طويله وبلوزة زيتوني اللون وشعرها مموج وحر ع كتفيها واتجهت إليهم بابتسامه خفيفه أظهرت نغزتيها وقالت:صباح الخير..
مودة:صباح الخير ي حبيبتي.. تعالي..
سعدة بتساؤل:مين دي؟..
مودة:دي دكتورة حور.. ضيفه عندنا هنا كام يوم..اقدملك ي حور..الحاجة سعده والحاج سعيد.. اخوات عز جوزي الله يرحمه..
حور بابتسامه خفيفه أظهرت نغزتيها وهي تصافحهم:اهلا وسهلا.. البيت نور..
سعدة:منور بالي فيه ي بنتي..
حور بابتسامه:تحبوا تشربوا ايه؟..
سعيد:بنفسك ي دكتورة ودي معقوله..
حور:ومش معقوله ليه؟.. حضراتكم احسن من الضيوف كمان.. دا انتوا أصحاب بيت..
وبعد أن علمت ماذا سيشربون استأذنت منهم وذهبت للمطبخ حتى تعد لهم المشروبات..وقالت سعدة:ذوق اوي الدكتورة دي.. بس هي ضيفه عندكم ليه؟..
مودة:مافيش بس طلع ع شقتها حراميه. وهي قاعده لوحدها.. فأنا قلتلها تقعد معانا كام يوم.. عبال ما أدهم يشوف الموضوع دا..
سعيد:خير ماعملتي..البت شكلها طيبه ومحترمة..
وماهي الا دقائق حتى هبط أدهم ومعه ياسمين واللذان كانا يمثلان دور الزوجين بنسبه متوسطه نوعا ما حتى لا يدع أدهم مجال لحديث غير منطقي منهم...وبعد جو المصافحات الذي يتخلله النفاق.. جلس أدهم بهيبته المعتاده ووضع ساق ع ساق وقال:منورين..
سعدة وسعيد معا:دا بنورك ي ابن الغالي..
أدهم ف نفسه وع وجهه ابتسامة سخريه منهم:ابن الغالي؟.. اه ي منافقين.. ع اساس ماكنتوش ضدد ابويا قبل كدا عشان اتجوز من برا البلد.. ولا كنتم بتقولوا لجدي احرمه من الورث دا خرج عن طوعك.. عالم ماشوفتش ف نفاقها حد.. لا وفاكرني مختوم ع قفايا واني هصدق جو الاحضان والحنيه دا.. دا انا اضحك ع بلد من عينتكم.. 😏😏..
سعدة لياسمين:الف مبروك ي بنتي.. ربنا يكملك على خير يارب..
ياسمين بابتسامة:امين يارب ي طنط.. الله يبارك فيكي..
سعيد:يتربى ف عزك يا ابني..
اكتفي أدهم بابتسامه خفيفه أظهرت نغزتيه وماهي الا دقائق حتى وجد حور تخرج من المطبخ وهي تحمل صينيه المشروبات.. ماذا تفعل؟.. اللعنه اهي تخدمهم؟.. اجنت هذه ام ماذا؟.. وبدأت ف اعطائهم المشروبات بابتسامه خفيفه أظهرت نغزتيها.. حتى وصلت إلى أدهم والذي كان جالسا بثبات ولكن عيونه تتحدث لها بغضب وضيق.. فقررت ان تتجاهله تماما.. وقالت لهم بابتسامة:يارب يعجبكم..
سعدة:تسلم ايدك ي بنتي..
كانت حور ع وشك التحدث ولكن قاطعها قدوم شخص من الباب وقد كان ف مثل عمرها او اقل قليلا وقال بابتسامة للجميع:مساء الخير عليكم..
مودة:مساء النور ي إبراهيم ي ابني.. اخبارك ايه؟..
إبراهيم:الحمدلله ي مرات عمي.. ازيك ي أدهم؟..
ادهم:تمام الحمد لله.. انتي اخبارك ايه؟..
ابراهيم:اهو ماشي الحال..
وهنا لاحظ ابراهيم تلك التي تقف بجوار مقعد مودة وتحمل ف يدها صينيه فارغه.. يبدو أنها الخادمة الجديده ولكن رغم ذلك فهي ف غايه الجمال..فابتسم لها ابتسامة غريبه تحمل الكثير من المعاني وبالطبع لاحظ الصياد ذلك.. وحاول بقدر الإمكان عدم الانقضاض عليه.. ولاحظت حور توتر الجو قليلا وقالت:تاب عن اذنكم..
وكانت ع وشك الذهاب حتى قالت ياسمين:حور معلش ممكن تعمليلي لاتيه؟..
كانت أعين أدهم تطلق شرارا اذا كانت أسهم لأصبح الجميع قتيلا الان..وقالت حور بابتسامه:اوك..
وتركتهم حور ودخلت للمطبخ.. قال إبراهيم:الا هي مين القمر دي؟..
احكم أدهم ع اعصابه بقدر المستطاع وقالت ياسمين:دكتورة حور.. ضيفه عندنا هنا..
ابراهيم بغزل:دكتورة... اه يانا ي قلبي الي محتاج حد يداويك...
أدهم ف نفسه:جاتك وجع ف قلبك😒...
ودارت الأحاديث المعتاده بينهم عن القريه وأحوال أهلها وما اذا كان هناك شكاوي ام لا.. وانتهز ابراهيم انشغال أدهم مع والده وذهب بخفه الي المطبخ حتى يلتقي بتلك الحور... ولكن ياترى ماذا سيكن رد فعل الصياد؟؟..
..................................
بينما ف أثناء ذلك ف المطبخ.. كانت حور تعد اللاتيه لياسمين وكذلك كانت تعد عصيرا لمودة وادهم.. رغم انه يفضل القهوة ف الصباح ولكن هذا مضر له.. وكانت منهمكة فيما تفعل.. حتى وجدت من يقف ع باب المطبخ وهو منعقد الذراعين وينظر إليها.. فقالت حور:خير؟.. ف حاجة؟..
ابراهيم:لا بس عطشان..ممكن تجيبيلي مايه؟؟..
اتجهت حور الي الثلاجة واخرجت له قنينه من الماء واعطتها له ولكن بدلا من ان يمسك الزجاجة.. امسك بيدها باحكام.. تعجبت حور لذلك وقالت:ايه دا؟.. سيب ايدي لو سمحت..
ابراهيم:ايه بس مالك خشنة كدا ليه؟.. انا بس حابب اتعرف..
حور:وتتعرف بتاع ايه؟..ابعد ايدك بقولك..
ابراهيم وقد اخذ يقترب اكثر:ايه بس مالك دبش كدا ليه؟.. دا انا بقول عليكي رقيقه وحلوة..
افلتت حور يدها من يده وابعدته عنها وقالت:اتفضل اطلع برا دلوقتى حالا..
ابراهيم:لا شكلك مش هتيجي بالذوق بقا..
وكان ع وشك احتضانها ولكنها قابلته بصفعه قويه ع وجهه قد لجمت شفاهه واشعلت فيه الغضب.. وقالت حور بغضب:القلم دا هيفكرك لما تقرب من بنت بعد كدا هي ممكن تعمل فيك ايه.. وكمان انا متجوزة ي استاذ.. اتفضل اطلع برا دلوقتى حالا...
ونظر لها ابراهيم بنظره وعيد وقال:بقا بتمدي ايدك عليا انا.. ماشي انا هعرفك انتي ضربتي مين..
وتركها وذهب وهو يتحسس مكان الصفعه.. وقد لاحظ أدهم خروجه من المطبخ هكذا.. ماهذا؟.. كيف دخل ذلك الأحمق إليها ولم اره؟.. وكان ع وشك الذهاب إليها حتى وجدها تخرج من المطبخ وبيدها صينيه المشروبات والتي بدأت اعطائهم لياسمين ومودة ثم اتجهت اليه وقالت بابتسامه خفيفه:العصير..
كان أدهم ع وشك امساك الكوب حتى لاحظ معصم يدها الذي يظهر عليه آثار قبضه محكمة كانت ممسكة به.. ورفع نظره إليها وكانت عيونه خير دليل ع غضبه.. ولكنها نظرت اليه بنظرات ان يهدأ ولا يوجد أي داعي للعصبيه.. حتى لا يفتعل مشكله لوالدته معهم.. وقالت بابتسامه راحة بعد أن اخذ العصير بصمت:شويه والغدا يبقى جاهز.. عن اذنكم..
وتركتهم وذهبت للمطبخ مرة أخرى.. لم يستطع أدهم ان يظل هكذا طويلا.. واتجه الي المطبخ.. وكانت حور تعد الطعام وفجأه وجدته يقف أمامها وقالت:ف حاجة ولا ايه؟..
أدهم بهدوء:انتي شغلتك ايه؟..
حور بتعجب من سؤاله:دكتورة..
أدهم بغضب قليلا:اومال عايشالي ف دور الخدامه النهارده ليه؟.. عماله تقدمي ف عصاير وبتعملي الاكل.. ايه غيرتي مجالك ي دكتور ولا ايه؟..
حور بغضب من كلامه:ف حاجة اسمها ذوقيات ي حضرة الظابط.. انا لو جيت قعدت معاكم برا.. مين هيعمل الاكل ويستضيف الناس.. ايه هتعملها انت.. وبعدين انت مالك اصلا؟..
أدهم بغضب:حور ماتتحديش صبري عشان رد فعلي مش هيعجبك..
حور:وانا قلتلك مليون مرة مالكش دعوه بتصرفاتي انا مش بعمل حاجه غلط.. انا بساعد ماما وبس..
أدهم بغضب:ماشي ي حور لما اشوف اخرتها معاكي..
وتركها وذهب بغضب.. وكان أدهم باقي الوقت جالسا ف مكتبه حتى لا يرتكب جريمه فيهم.. وماهي الا دقائق حتى دخلت ياسمين اليه وقالت:يالا ي حبيبي الغدا جاهز..
وبالفعل خرج أدهم معها وترأس مائدة السفرة بهيبه ووقار.. وكانت حور تضع الطعام ع الطاوله بهدوء..ولاحظ أدهم ان عيونها حمراء قليلا.. يبدو أنه قد تمادى ف الكلام نوعا ما.. ولكن ماذا يفعل؟.. انه لا يود ان تقلل من نفسها حتى ولو كانت نيتها طيبه..

لا تتلاعب بي 🖤Where stories live. Discover now