في أحد مستشفيات القاهرة، كانت احدى الطبيبات تباشر عملها وتحديدا في غرفة العمليات كجرّاحة خاصة بجراحة القلب والشرايين .. كانت فتاة طويلة القامة ذات قوام ممشوق، بيضاء البشرة بُنيّة العينين ذات ملامح جميلة وشعر أسود طويل مخفي تحت ذلك الحجاب الذي زادها جمالًا على جمال وتدعى "بهار" و هو إسم تركي يعني الربيع، أطلقته عليها والدتها التي درست الطب هي الأخرى في أنقرة والتي كانت تتحدث اللغة التركية بطلاقة ..قبل سنوات طويلة كان والديها سعيدين جدًا في حياتهما، وعندما تأخرت والدتها في الإنجاب بدأت حياتهما تسري بإتجاه الملل وتأخذ مسارًا نحو التبلد، أصبح كل منهما يرغب في الإنجاب وهذا الأمر بات يحتل تفكيرهما و حرمهما من ممارسة حياتهما اليومية بشكل عادي، أصبحت والدتها حساسة جدًا مما جعل زوجها يتفاداها ويبتعد عنها لكي لا تحدث بينهما مشكلة تنتهي بالطلاق .. حتى أتى ذلك اليوم وكان أجمل يوم في حياتهم حين أخبرهم الطبيب بأنها حامل و بفتاة، غمرتهم الفرحة و هزّت جوارحهم وعادت الحركة لحياتهم مجددا، وتلك الفتاة أعادت لهم البهحة التي هجرتهم و حلّ الربيع على حياتهم مرة أخرى لذلك أطلقت عليها والدتها إسم "بهار"
عندما بلغت بهار سن الخامسة حاولت والدتها الحمل مرة أخرى وإنجاب أخ لها، ولم تحمل إلا بعدما بلغت بهار سن السادسة عشر وكانت مفاجأة أخرى بعد عدة محاولات يائسة .. أنجبت فتاة أخرى أطلقوا عليها إسم "زينة".. وذلك الحمل المتأخر سبب لها مشاكل في الرحم، و في أحد الليالي إجتاحها ألم شديد أسفل بطنها فقام زوجها (والد بهار) بأخذها إلى المستشفى على جناح السرعة، ولأنه كان خائفا عليها جدًا خشية أن يحدث لها مكروه، كان يسوق السيارة بسرعة وينظر تارة إلى الطريق و تارة أخرى يلتفت إليها ليطمئن عليها حتى ظهرت أمامه شاحنة بلمح البصر وحينها لم يستطع التحكم في السيارة من شدة الصدمة والهلع فاصطدم بها وتحطمت السيارة تماما مما أسفر ذلك على موتهم.
عاشت بهار و أختها مع المربية نجاة التي احتضنتهم و رعتهم وكانت لهم الأم و الأب والسند وأبت أن تتخلى عنهم خاصة عندما لاحظت تهرّب كل أقاربهم من تربيتهم واحتجوا بإنشغالهم بأزواجهم و أولادهم و أعمالهم .. أنهت دراستها بكلية الطب و تخرجت كطبيبة جرّاحة وفي نفس الوقت كانت تكرّس حياتها لتربية أختها زينة والإعتناء بها حتى بلغت هذه الأخيرة 11 سنة بينما هي بلغت 27 سنة.
بينما كانت تباشر عملها في المستشفى رن هاتفها برقم غير مسجل لديها وبعد لحظات أجابت: آلو !
المتصل: حضرتك الدكتوره بهار جمال الدين؟
بهار باستفهام: ايوه مين معايا؟
المتصل: أنا المدير بتاع مدرسة زينة اختك
ظهرت علامات القلق على محياها وسألته بذعر: خير يا حضرت المدير اختي جرالها حاجة؟
أنت تقرأ
في رحاب الإنتقام (مكتـملة)
Romanceهي طبيبة جرّاحة يتيمة الأب والأم، تعيش مع أختها الصغيرة، إتّهمها بأنّها متسبّبة في موت والده الذي تعرّض لحادثٍ ولم تجري له عملية فَكرَّس نفسه للإنتقام منها .. يا ترى هل فعلت ذلك حقا وعن قصد؟ وهل سيعفو عنها عندما يقع في حبّها أم ستبقى على قيد الإتهام...