الفصل الثامن عشر

3.3K 68 0
                                    

إستفزه كلامه فدفع الطاولة بعنف نحوه حتى وقعت الكؤوس والصحون وانكسرت ثم هجم عليه و أمسكه من تلابيبه وصرخ به بغضب جامح: حاسب على كلامك معايا لاحسن ما يكون ده آخر كلام ليك في الدنيا

فكّ يده من عليه بقوة وابتعد عنه وظلّ يحدّجه بنظرات قاتلة .. أجهشت بهار بالبكاء وهي تضع يدبها على شفتيها غير مصدقة للذي يحدث أمامها فالتفت إليها أيمن وربت على كتفها وسألها بهدوء: انتي كويسة؟

لم ترد عليه وظل ينظر إليها ينتظر ردها حتى استغلّ المدعو بلال فرصة إنشغاله بها وإلتقط من الأرض قطعة زجاجية حادّة تعود لصحن مهشّم وهجم عليه وسدّد له ضربة عميقة أعلى صدره، فتأوّه بألم وهو يضع يده على مكان الإصابة .. شهقت بهار بخوف عليه وهي تشاهد ذلك و ازداد خوفها حينما لمحت قميصه الأبيض قد تضّرج بالدماء وأصبح أحمر تماما في ظرف وجيز، غضّ أيمن النظر عمّ أصابه و تقدّم نحوه ليضربه وتراجع في اللحظة الأخيرة حينما اكتمل العرض المخطط له و أقبلت عليه خطيبته و احتضنته وسألته بتفحّص: حبيبي انت كويس؟؟

أخفى قطعة الزجاج التي هجم بها على أيمن وأغمض عيناه بألم لأنّ أموره كلّها قد إنكشفت دفعة واحدة ولن يستطيع إصلاح الأمر مع بهار قط .. إزدادت صدمة بهار أضعافا مضاعفة وشعرت بالإختناق فهمست لأيمن بصوت مختنق من البكاء: خلينا نمشي من هنا بسرعة!

قالت ذلك وركضت إلى الخارج فرفع أيمن سبابته بإتجاهه وقال بتهديد قبل أن يلحق بها: وشك الزفت ده ماشفهوش مرة تانية، ولو حاولت تتكلم معاها أو تقابلها أو تيجي في سكتها أو حتى تفكر فيها مجرد التفكير  اقسم بالله العظيم هيبقى نهارك أسود و همحيك من الدنيا .. ولو عايز تعيش بسلام يبقى هتنسى حاجة اسمها بهار خالص

أفرغ ما بجعبته ولحق بها فسألته خطيبته باستغراب: مين ده و مين بهار؟ وبيقولك كده ليه؟ وليه تيشيرته مليان دم كده؟ أنا مش فاهمة حاجة!

أجابها بهدوء مصطنع: ولا يهمك دول زباين حصل بيني وبينهم سوء تفاهم

ثم سألها بغضب: انتي جيتي ليه بدون ما تخبريني؟

أمل: واحد من الجيران جاني البيت و قالي انك اتعرضت لحادث في الشغل و انا اتخضيت عليك أوي و جيت اطمن عليك

ضيّق عيناه بغليل وهمس: يعني مدبر كل حاجة! و انا الغبي مش بعرفك و نايم على وداني؟

أمل وهي تسحبه إلى إحدى الطاولات: تعالى نقعد هنا شوية و احكيلي ايه اللي حصل من الأول

****

ركبت بهار السيارة وإنكمشت في مكانها والتزمت الصمت ثم ركب هو الآخر وألقى عليها نظرة متفحصة و انطلق .. كانت طوال الطريق وهي شاردة وكأنها في عالم آخر بينما هو يقود السيارة بصعوبة بالغة، فقد إشتدّت آلامه ولم يتوقف الجرح عن النزيف، وشعر بالحرارة تغزو جسده حتى تعرّق جبينه..

في رحاب الإنتقام (مكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن