أسدل الليل ستائره السوداء ليغرق الكون في الظلام، كان أيمن يجلس في مكتبه يدقق الحسابات الخاصة بعمله، إنغمس في تلك الملفات لساعات طويلة ثم غلق آخر ملف بضجر وتنهد بتعب .. تراجع إلى الخلف يستند على المعقد وتذكر بهار عندما إلتقطها وهي تشمُّ ملابسه، ذلك الشيء حرك فيه مشاعر لم تنتابه من قبل! خاصة عندما تهيأ له بأنها إشتاقت إليه، إرتسمت إبتسامة على شفتيه وقال: أنا بجد هيبقى عندي ولد! شكرا يا رب ع الهدية الجميلة دي شكرا كتييير
كان الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ليلا عندما خرج من المكتب، مر على غرفتها وتوقف أمام الباب يصارع قلبه وعقله الذان يحرضانه على الدخول إليها .. تنهد وطرق الباب بهدوء ثم دلف إلى الداخل، كانت جالسة على السرير ممددة القدمين وتقرأ في كتاب، عندما دخل هزت رأسها تنظر إليه فسألها: انتي لسه صاحية؟
بهار: اه لسه، قولت اقرا كتاب لحد ما يجيني النوم
أيمن: اممم طيب
تقدم إلى الخزانة فراوده الدوار فجأة من شدة التعب والإرهاق .. و عندما لاحظته وهو يتهاوى ويترنح انتفضت من مكانها وهرعت إليه، وضعت يدها على ذراعه بهدوء وسألته بقلق: انت كويس؟
أومأ لها وقال: عديت وقت كتير و انا بشتغل ع كذا ورق في المكتب عشان كده حسيت بدوخة بس انا كويس الحمد لله
رافقته إلى السرير وأجلسته عليه وسألته مجددا: أكلت حاجه؟
أيمن: اه انا اتعشيت بدري شوية .. انتي عاملة ايه؟
بهار: الحمد لله كويسة
أطال التحديق في عينيها وفي وملامحها وكأنه يحاول إشباع نظره الذي ظمأ إليها وإفتقدها بشدة .. خفضت رأسها إلى الأسفل بخجل من نظراته فأشاح ببصره عنها ونهض فجأة وقال: ماتتعبيش نفسك كتير، و شيلي الكتاب و حاولي انك تنامي
نظرت له بغيظ وانتابتها رغبة جامحة في توبيخه وإخباره بأنه منذ أن هجرا بعضهم البعض أصبحت تنام بصعوبة وأحيانا تبقى مستيقظة للصباح .. قالت له وهي تتصنع اللامبالاة: انت فيك تنام هنا
هز رأسه باستغراب فأردفت بتوتر: قصدي.. انت تعبان و...
قاطعها قائلا بثبات وقلبه يرقص من السعادة: ماشي
عضت على شفتيها بغيظ وقالت في نفسها: امتى أولد واخلص من هرمونات الحمل دي قبل ما اهبب حاجات تانية!
ولأنه هو الآخر كان يتوق للنوم بجانبها فرح جدا لأنها أراحته واقتصرت عليه تلك الحجج التي كان سيضعها لكي يفعل ذلك .. غير ثيابه ثم توجه إلى جهته المعتادة واستلقى بجانبها بهدوء، وفعلت هي الأخرى الشيء نفسه لكنها أعطته ظهرها للحد من ذلك الإرتباك الذي يخالجها بقربه .. ظلّ ينظر إلى ظهرها و يحاول كتمان شوقه لها والذي فشل في السيطرة عليه، حيث إقترب منها وحاوط خصرها بذراعه ودفن رأسه في شعرها .. سرّت قشعريرة في جسدها وإرتعشت بالكامل عندما فعل ذلك بجرأة كبيرة، و تسارعت نبضات قلبها عندما استقرت يده على بطنها الذي بدأ يكبر .. وضعت يدها فوق يده لتسحبها وتبعدها عنها لكنه شدّد من إحتضانها وجذبها إليه أكثر وهمس في أذنها: ارجوكي متعمليش كده انا تعبان ومحتاجلك اوي يا بهار
أنت تقرأ
في رحاب الإنتقام (مكتـملة)
Romanceهي طبيبة جرّاحة يتيمة الأب والأم، تعيش مع أختها الصغيرة، إتّهمها بأنّها متسبّبة في موت والده الذي تعرّض لحادثٍ ولم تجري له عملية فَكرَّس نفسه للإنتقام منها .. يا ترى هل فعلت ذلك حقا وعن قصد؟ وهل سيعفو عنها عندما يقع في حبّها أم ستبقى على قيد الإتهام...