كانت رومي في بيتها مستلقية على السرير وتحدّق في السقف بجمود، ولولهة لاحت على شفتيها إبتسامة وهي تتذكر ملامح إسلام، لقد سكن عقلها ولم يغادر تفكيرها ولو لحظة واحدة .. كانت في البداية تراه كزميل عمل لا أكثر عكسه هو الذي اتّضح أنه يكنّ لها مشاعر الحب والإعجاب ولم تلاحظ ذلك قط، ربما لأنها لم تتخيل ذلك أو لأنها منشغلة بعلاقتها مع باديس، لكن منذ أن نصحها بأن تتركه أصبحت تفكر فيه، لأن طريقته التي تحدّث بها معها في ذلك الوقت كانت خشنة مشحونة بالغضب و تتخلّلها الغيرة التي إلتمستها فيه، فلو كان ينصح من باب الصداقة لكان تحدث معها بهدوء و روقان و ترك لها حرية الإنفصال أو الإستمرار، إلا أنه طلب منها أن تنفصل عنه نهائيا .. شكّت في ذلك الوقت بأنه يحبها وتأكدت من ذلك عندما لاحظت تصرفه معها في كل مرة يلتقي بها، و منذ ذلك الوقت أصبح يحتل جزءً كبيرا من تفكيرها.
نهضت من سريرها وفتحت الدرج وأخرجت منه كوب القهوة الورقي الذي شربه في آخر مرة عندما جلسا سويًّا في مقهى المستشفى واحتفظت به .. مرّرت أناملها على الموضع الذي شرب منه وقالت بحسرة: انا ليه مكنتش اعرف حقيقة مشاعرك من الأول؟ يمكن حاجات كتيرة اتغيرت! يمكن انا معرفتش باديس من اصله!
ثم إبتسمت بتوهان وأضافت بهمس: يمكن انا معاك دلوقتي
ثم تذكرت غزل و كيف أصبحت تتقرب منه في الأونة الأخيرة فكشرت وهي تتخيلهم مع بعض وهتفت بغضب: ده مستحيل يحصل نجوم السما أقربلكوا
أعادت ذلك الكوب الورقي إلى الدرج ثم إرتمت على السرير وهتفت بتوسل وهي تغمض عينيها: ما خلاص بقى يا إسلام سيبني انام شويه بس، مش هينفع افضل افكر فيك في كل لحظة كده
****
أمضى أيمن الوقت في الحظيرة مع الخيول حتى حلّ الليل فتوجه إلى شقته .. دخل إلى غرفته ليجد بهار تجلس على السرير ممددة القدمين ومنغمسة على اللاب توب وفي كل مرة تمسك دفترا صغيرا وتُدون عليه بعض الملاحظات، وقف ينظر إليها للحظات، كان منظرها طفوليًا ساحرًا يخطف القلوب بمنامتها الرمادية وشعرها المرفوع إلى الأعلى بمطاط على شكل أذنان أرنب، إبتسم على شكلها وسرعان ما تبددت تلك الإبتسامة عندما تذكر كلام إسلام، نعم هو محقّ في كل كلمة قالها له، ومكوثهما في بيت واحد وتحت سقف واحد سيكون سببا في حدوث الكثير من الأشياء، وتلك المشاعر التي تجتاحه كلما كان قريبا منها أكبر دليلا على ذلك .. لفظ تلك الأفكار جانبا ودلف إليها و توجه إلى الخزانة، أخذ منها بعض الثياب ثم دخل إلى الحمام .. خرج بعد مدة وغادر الغرفة، وحينها استغربت لأنه لم يتحدث معها ولو كلمة
نزل إلى المطبخ وأعد بعض الطعام مكون من البيض والبطاطس المقلية والفلفل والسجق وسلطة الخضار ثم حضر سفرة الطعام و أضاف عليها الخبز والجبن والزيتون والعصير .. إستغربت بهار غيابه فوضعت اللاب توب جانبا ونزلت إلى المطبخ عندما سمعت ضوضاء قادمة منه لتتفاجئ به قد حضر العشاء، عندما رآها غمغم قائلا: أنا كنت هندهلك
أنت تقرأ
في رحاب الإنتقام (مكتـملة)
Romanceهي طبيبة جرّاحة يتيمة الأب والأم، تعيش مع أختها الصغيرة، إتّهمها بأنّها متسبّبة في موت والده الذي تعرّض لحادثٍ ولم تجري له عملية فَكرَّس نفسه للإنتقام منها .. يا ترى هل فعلت ذلك حقا وعن قصد؟ وهل سيعفو عنها عندما يقع في حبّها أم ستبقى على قيد الإتهام...