الفصل السابع عشر

3.3K 79 0
                                    

أنهى أيمن أعماله في المزرعة وتوجه إلى ذلك المطعم لتناول الغداء لكن ليس لهذا فقط بل لغرض آخر وهو معرفة حقيقة ياسر .. إختار طاولة في الزاوية لكي يلاحظه من بعيد وحينها أتى نادل آخر ليقدم له قائمة الطعام وكان هذه الأخير قد تعرف عليه أيمن في الأونة الأخيرة عندما كان يأتي ليعقد إجتماعاته العملية هناك .. رحب به قائلا وهو يناوله القائمة: اهلا وسهلا استاذ أيمن

أيمن بإبتسامة: اهلين فيك يا يوسف شكرا

ألقى نظرة على قائمة الطعام وهزّ رأسه ليلمح ياسر وهو يضع الأطباق على إحدى الطاولات المقابلة له فسأل يوسف الذي مازال ينتظر طلبه وهو يشير على ياسر: ده جديد هنا؟

يوسف ببهوت وهو ينظر باتجاه ياسر: انت بتتكلم عن بلال !! لا ده بقاله اكتر من ست سنين شغال هنا حتى قبل ما اشتغل أنا

هزّ أيمن حاجبه بسخرية وقال في نفسه: بلال! زي ما اتوقعت وماستغربش خالص! 

ثم قال بعدم اكتراث: قولتلي اسمه بلال !

يوسف ببراءة: اه بلال محمود

أيمن: ماشي يا يوسف شكرا

وأردف بإبتسامة: اشتهيت كشري النهارده اعملي طبق ليا و لصاحبي اللي هيجي بعد شوية مع شوية اضافات طبعا

يوسف: من عينيا يا استاذ

عندما ذهب يوسف أخرج أيمن هاتفه وأجرى إتصال وبعد لحظات هتف قائلا: انت فين يا محمد ... ماشي ... لما تدخل جوه تعالى الطاولة الاخيرة ع الشمال ... مع سلامة

بعد دقائق معدودة دخل إلى المطعم رجل في الثلاثينات طويل القامة لطيف الملامح وجميل الشكل ذو لحية سوداء ويبدو عليه الإلتزام، وهو محمد صديق أيمن من أيام الجامعة وأدخله معه في مشروعه وأصبح صديقه حتى في العمل

لوّح له بيده فأقبل عليه وصافحه قائلا: ازيك يا اخويا عامل ايه

أيمن: الحمد لله و بقيت أحسن لما قابلتك، طمني عليك انت؟

محمد بمزاح: انت بقيت أحسن لما قابلتني ولا لما اتجوزت؟

قال ذلك وغمز له فاستطرد أيمن بسخرية: لسه لمض زي ما انت و مفيش فايدة فيك

وضع يوسف لأطباق مع بعض التحلية والسلطة والمشروبات ثم ذهب

محمد: أنا بتشكرك علشان الغداء ياسطا

أيمن: صحة وهنا يا صاحبي

وأردف بجدية: انا عايزك في موضوع مهم

حرّك محمد عيناه بشكل دائري وهتف بغيظ مصطنع:  و انا لسه بقول لنفسي اني حد مهم و بتعزم ع الغداء من غير مقابل!

حدّجه أيمن بنظرة حادة وهتف بلوم: و كأنك مش عارفني يا محمد، انا مش بتاع مصالح و دي أول مرة اقصدك فيها و لو مش عايز ف خلاص انت حر

في رحاب الإنتقام (مكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن