الفصل التاني

5.2K 116 12
                                    

كان أيمن وعائلته ينتظرون أمام غرفة العمليات وهم في حالة لا يعلمها إلا الله، حيث أن والدته صفية تنتحب في صمت وهي تدعو الله أن تكون حادثة بسيطة ويخرج منها سالما معافى، بينما هديل أخته الصغيرة التي تبلغ من العمر عشرون سنة تحتضن أخيها أدم ذو عشر سنوات و تشهق من شدة البكاء وتهتف بإسم والدها، أما أيمن فيبدو صامدا و هادئا عكس داخله الذي يُندد بالإنهيار، و كان يربت على والدته وأخواته ويحاول تهدئتهم و هو أكثر من يحتاج لمن يربت عليه.

في غرفة العمليات كان الدكتور فادي الذي سيجري للسيد حمدي العملية متوترا جدا و إنعكس ذلك التوتر على الممرضين والأطباء الذين يشاركونه في العملية و من بينهم رومي .. زفر بضيق وهتف بلوم: يعني لازمتها ايه تسيب شغلها بالطريقة دي و تطلع من دماغها كده؟ هي بياعة بوظة؟ دي دكتورة في المستشفى و أرواح الناس مش لعبة، هي لازم تتعاقب على عملتها دي

رومي بدفاع على صديقتها: الأعمار بيد ربنا يا دكتور وبعدين اختها تعبت و كانت مضطرة انها تمشيلها علشان هم الاتنين ملهومش حد غير بعض

حدجها بنظرة حادة وقال بتحذير: انتي تسكتي خالص و صدقيني دفاعك عنها ده ملوش أي لازمة

تحدثت الطبيبة غزل التي كانت تتابع الحوار القائم بينهما والسعادة تملأ داخلها، وهي شابة في الثلاثين ذات ملامح خبيثة وتكن الكره لبهار لأنها ناجحة أكثر منها وكل من في المستشفى يحبونها ويفضلونها عليها دوما بما فيهم رئيس الأطباء حسان، تحدثت بتحريض: معاك حق يا دكتور هي لازم تتعاقب على عملتها دي واهمالها لشغلها، انا معرفش انتو كنتو بتشكروا فيها ليه! اديكو نفختوها و اديها اتغرت و...

قاطعتها رومي بحدة: ممكن تبصي على شغلك دلوقتي وتسيبي الناس ف حالها؟ ولا بقولك اطلعي من هنا خالص عشان انتي دلوقتي كأنك مش موجودة تعرفي ليه؟ علشان ملكيش في الطب و وجودك زي عدمه ولو فضلتي هنا أو طلعتي مش هتفرق

صاح فادي بعصبية: اطلعوا بره انتي و اياها فورا و حسابكوا معايا بعدين

رومي: بس يا دكتور...

فادي بنفاذ صبر: يولع الدكتور .. الراجل بيموت في ايدينا و انتو بتتخانقوا يلا اطلعوا بره

تبادلا الإثنان نظرات مليئة بالحقد و توجها نحو الباب لكي يغادرن غرفة العمليات، وسرعان ما توقفا فجأة على صوت رنين جهاز القلب وهو يعلن عن توقف قلب المريض.. صاحت إحدى الممرضات: المريض قلبه توقف.. هنخسر المريض!!

إتسعت عيناهم من الذعر والدهشة ودب الرعب في قلوبهم، وعادا كل من رومي وغزل لمساعدة الدكتور فادي الذي صاح قائلا: بسرعة جهزولي حقنة فيها ٣٠٠ ميلي غرام من الأتروبين بسرعة

جهزتها له رومي وقام بحقنها له لكن دون جدوى.. رفع ساعده و مسح حبات العرق التي تجمعت في جبينه على مضض وأمرهم مجددًا: جهزوا الجهاز بتاع الصدمات فورااا

في رحاب الإنتقام (مكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن