في المساء وبينما أيمن يجلس على سفرة العشاء مع عائلته ويسرد لهم بعض الحكايات، قطع حديثه صوت طرق الباب فنظر إليهم وسألهم قائلا: انتو مستنين حد؟
هزّوا رؤوسهم بنفي فقام وتوجه إلى الباب، فتحه ليتفاجئ بشرطيين فعقد حاجبه باستغراب ثم أغمض عينيه وهو يشك في شيء ما و دعا الله بأن يكن شكه خاطئ، ثم تحدث قائلا: اتفضلوا
الشرطي: ده بيت أيمن حمدي؟
أيمن: ايوه انا هو فيه ايه؟
الشرطي: حضرتك لازم تيجي معانا علشان التحقيق
أيمن بذهول: تحقيق!!
الشرطي: فيه شكوى متقدمة بخصوص حضرتك ولازم تيجي معانا
في تلك اللحظة تأكدت شكوكه تقريبا وكان سيتأكد أكثر ويسأله من قبل من، لولا قدوم صفية وهديل وأدم، وضعت والدته كفيها على فاهها بذعر وسألته: يا نهار اسود! فيه ايه يا أيمن و الشرطة بتعمل ايه هنا؟؟
قالت ذلك وشعرت بالدوار فجأة فهرع إليها واسندها ثم أجلسها وأحضرت لها هديل الماء، وبعدما شربت قليلا قالت للشرطيين بصوت خفيض: انتو جيتو ليه؟ وابني عمل ايه؟
أجابها أيمن بسرعة: اهدي يا ماما ماتتخضيش كده أكيد فيه سوء تفاهم و انا هروح اشوف ايه و ارجع
صفية بهلع: و لو حطوك في السجن انا هعمل ايه؟ و اخواتك هيعملوا ايه؟ احنا هنضيع من دونك يا ابني اه ياااني
أيمن بضجر: سجن ايه بس اللي بتتكلمي عليه يا ماما انا هروح اشوف فيه ايه و ارجع على طول
ثم وجه حديثه لهديل قائلا: خلي بالك منها يا هديل ع ما ارجع و متفتحوش الباب لحد مين ما كان
هديل: ماشي و لما توصل اتصل فينا و طمنا
أومأ لها وغادر في سيارة الشرطة وأقسم يمينا بأنه سينتقم من السبب وراء كل هذا .. وعندما وصل إلى القسم أخبروه بأن إحدى الطبيبات قدمت شكوى ضده لتعرضها للمضايقة والتهديدات المستمرة من طرفه، كوّر قبضته وشدد ضغطه عليها وبدأ يتنفس بعنف من شدة الغضب الذي يكاد يكتمه بداخله ويمنع نفسه من الثوران .. وبعد صمت دام لدقائق حاول أن يتحكم بأعصابه ويتحدث بشكل طبيعي، فابتسم باقتضاب وقال لرئيسهم: لا يا سيدي، انا بابا كان تعبان و اتعرض لإهمال طبي من طرفها و أنا ساعتها كنت متضايق و ماكدبش عليك اني اتخانقت معاها و هددتها بس ساعتها كنت متعصب ومكنتش عارف انها هتاخد ع كلامي وهتخاف و تقدم شكوى
الشرطي: يعني مكنتش تتعرضلها وتروح بيتها بليل و كمان المستشفى!؟
أيمن بحنق في نفسه: ده انتي حاكيتيله على كل حاجة بقى!! و رحمة ابويا ما هسيبك لحد ما ادفعك ثمن كل حاجة عملتيهالي
ثم تنحنح وقال بهدوء: لا غلط يا سيدي، انا هعتذر منها ع اللي حصل و هطلب منها تسحب الشكوى
أنت تقرأ
في رحاب الإنتقام (مكتـملة)
Romanceهي طبيبة جرّاحة يتيمة الأب والأم، تعيش مع أختها الصغيرة، إتّهمها بأنّها متسبّبة في موت والده الذي تعرّض لحادثٍ ولم تجري له عملية فَكرَّس نفسه للإنتقام منها .. يا ترى هل فعلت ذلك حقا وعن قصد؟ وهل سيعفو عنها عندما يقع في حبّها أم ستبقى على قيد الإتهام...