في اليوم التالي وتحديدا في المستشفى، دلفت بهار لمكتب الدكتور حسان بعدما استدعاها، وبعد أن جلست على المقعد المقابل له قال بوجه ممتعض: انتي ازاي تسيبي المستشفى وتطلعي من دماغك كده يا دكتورة؟ عندك تفسير للي حصل ده؟بهار: آسفة يا دكتور ومع ان الإعتذار دلوقتي مش هيغير حاجة ومش هيرجع المريض بس صدقني كنت مضطرة امشي انت بتعرف ظروفي و عارف كمان ان مليش حد غير اختي الصغيرة ولما اتصلوا فيني وقالولي انها تعبت كنت هموت من خوفي عليها ف قولت امشي اشوفها واطمن عليها وارجع بسرعة، صدقني لو فضلت في المستشفى ساعتها مكنتش هعمل حاجة ومكنتش هركز علشان عقلي وقلبي مع اختي
حسان باقتضاب: الدكتورة رومي قالت كده بردو وانا متفهم حضرتك بس لو اتكرر اللي حصل ده صدقيني هيكون خطر على شغلك وهرفدك فورا مهما كانت الأسباب عشان احنا شغالين في مستشفى مش في مطعم أو فندق وأرواح الناس مش لعبة
أخفضت رأسها وتمتمت: ماشي يا دكتور هبقى اخد بالي و بعتذر مرة تانية
حسان: طيب تروحي شغلك دلوقتي
نهضت من مكانها وغادرت المكتب بسرعة قبل أن يرى دموعها التي تجمعت في مقلتيها.
****
كان أيمن يعتلي حصانه ويركض به في المضمار ليشتت ذهنه قليلا، فهو يكاد يجن من التفكير فيما حدث ولازال لا يصدق ما ألت إليه الأمور في لمح البصر .. وفجأة إعتراه الدوار مثل اليوم الماضي وتشوشت الرؤية لديه فتماسك وسيطر على جسده كي لا يقع على الأرض وأوقف حصانه ونزل منه بحذر كي لا يفقد توازنه مرة أخرى .. توجه إلى الداخل وتحديدا إلى الحمام، غسل وجهه مرارا وتكرارا وحدث نفسه قائلا: الولد إسلام معاه حق أنا لازم أروح المستشفى واعمل تحاليل و أشوف سبب الدوخة دي ايه!!
حمل ثيابه ودخل إلى الحمام، وبعد أن استحمّ ركب سيارته وتوجه إلى المستشفى .. كان إسلام ينتظره عند الباب وعندما وصل أقبل عليه وإستقبله بحفاوة
إسلام بلهفة: أهلا وسهلا يا حبيبي كان مشغول بالي عليك جدا لا تقوم تتعب تاني وانت بتسوقأيمن: أنا كويس يا إسلام متشغلش بالك عليا يا اخويا، أوقات بس بفقد توازني وبشوف الدنيا سودا قدامي و بعد ثواني كده برجع عادي
إسلام: دلوقتي هنعمل تحاليل و هنعرف ايه السبب لكل ده
أيمن وهو يتأهب إلى الداخل: ماشي يلا بينا و خلينا نخلص بسرعة علشان ورايا شغل
توجها إلى قسم التحاليل في الطابق الثاني .. كان أيمن يسير و يعبث بهاتفه حتى وصل إلى مخبر التحاليل، وقبل أن يدلف وضع هاتفه في جيبه ورفع رأسه للأمام ليتوقف قليلا عندما رأها تقف مع رومي في نهاية الرواق، لقد تعرّف عليها فورًا، وكيف لا وهي أول شخص قدّم له العزاء والمواساة! وكل ما شعر بالحزن وضاقت به أو تذكر والده تتردد كلماتها على مسامعه فيعمل بنصيحتها ويجهش بالبكاء ليشعر بعد ذلك بالراحة .. توقف للحظات وهو يحدّق بها، كانت ترتدي ملابسها الطبيّة ومئزرها الذي تركته مفتوحا وحجاب بنفسجي فاتح ناسب لون بشرتها جدا و تتدلىّ سماعتها الطبية حول عنقها، راقبها وهي تبتسم لصديقتها إبتسامة ساحرة كشفت عن أسنانها اللؤلؤية فضاع في تفاصيل تلك الإبتسامة .. لولهة شرد و نسي نفسه وهو يطيل التحديق بها إلى أن أتاه صوت إسلام الذي سبقه إلى الداخل: ولد انت! ناوي تدخل امتى ولا مستني دعوة خاصة عشان تشرف و نعملك التحاليل؟
أنت تقرأ
في رحاب الإنتقام (مكتـملة)
Romanceهي طبيبة جرّاحة يتيمة الأب والأم، تعيش مع أختها الصغيرة، إتّهمها بأنّها متسبّبة في موت والده الذي تعرّض لحادثٍ ولم تجري له عملية فَكرَّس نفسه للإنتقام منها .. يا ترى هل فعلت ذلك حقا وعن قصد؟ وهل سيعفو عنها عندما يقع في حبّها أم ستبقى على قيد الإتهام...