ابتسم ببرود وكان سيرد عليها لكنها أوقفته بإشارة من يدها وقالت جملته المعتاة بدلا منه وهي في ذروة غضبها ومقلدةً صوته: وأنا لسه عملت حاجة!
ورغم الغضب الذي يتملكه لم يستطع كتم الضحك على حفظها وقولها لتلك الجملة التي كان يقولها لها في كل مرة تسأله لماذا يفعل بها هذا .. ضحك حتى ظهرت أسنانه الخلفية فبهتت وهي تحدق في تفاصيل وجهه الساحرة، لقد كان وسيما جدا بغمّازته الجانبية وبعينيه التي انغلقت تقريبا عندما ضحك وبأسنانه اللؤلؤية .. توقف عن الضحك عندما إنتبه لها وهي تحدق فيه ولم تحيد بصرها عنه، عاد إلى جموده وأراد أن يثير فيها الرعب قليلا فإقترب منها لتبتلع ريقها بذعر وتعود إلى الوراء، ظل يقترب منها وهي تعود إلى الخلف حتى إلتصقت بالجدار .. رمقها بنظرة عابثة وصوّب نظره على شفتيها ثم دنى منها وهمس: ليه جاية على بيتي يا دكتورة؟
بهار بتلعثم وإرتباك من قربه الشديد: أنا.. أنا قولت.. اتكلم معاك و..
قاطعها بذلك الهمس: ماخفتيش اني استغل الفرصة و انتقم منك بجد و...
واقترب من شفاهها ولم يتبقى بينها وبين شفتيه سوا سنتمترين وأضاف: ومخفتيش اقوم اعمل فيكي حاجة ومحدش يلحقك!؟
بهار بشفتين مرتجفتين: لا مش هتعمل
أيمن: و ايه اللي خلاكي واثقة كده؟
نظرت داخل عينيه وهمست ببهوت: معرفش بس انت مش هتعملي أي حاجة
قالت ذلك وإنسابت دمعة من عينيها، عندما شاهدها شعر بضعفها و رقّ قلبه لها جدًا فابتعد عنها مباشرة وأشاح ببصره عنها .. لا تدري لماذا لم تخف منه عندما هددها ولا تدري لماذا لم تستغرب حينما إبتعد عنها ولم يفعل لها شيء، لقد كانت في راحة تامة فقط تشعر بالإرتباك لقربه الشديد منها.
غمغم قائلا بامتعاض: مفيش كلام بينا من أصله يا دكتورة و كمان انتي زودتيها لما فكرتي انك ترفعي عليا دعوة تحرش، و دلوقتي لو خلصتي كلامك فيكي تمشي
بهار بدفاع: مش صحيح والله، هي فعلا صاحبتي اقترحت عليا الفكرة دي بس انا موافقتش واخترت اجي لحد عندك واتكلم معاك و....
ثم تنهدت وقالت بهدوء وهي تغادر: يا ريت نلاقي حل للمشكلة دي و كل حد يروح في سكته بدون مشاكل
قالت ذلك وغادرت البيت مسرعة والدموع تنهمر من عينيها كالشلال، أما هو فأمسك بالمزهرية أمامه وألقاها على الأرض بعصبية فتهشمت وتطاير زجاجها ثم وبّخ نفسه عندما تذكر كيف إقترب منها وكان على وشك تقبيلها لولا أن عقله قد عاد إليه قبل أن يتهور ويفعل ذلك
صاح وهو يتذكر تلك اللحظة: غبي، انت واحد غبي.. كنت هتعمل ايه من شوية؟ ليه قربت من البنت بالشكل ده؟ لا و عـ أساس بتهددها! امسك نفسك ياض ولا شيل فكرة الإنتقام دي من دماغك خالص
أنت تقرأ
في رحاب الإنتقام (مكتـملة)
Romanceهي طبيبة جرّاحة يتيمة الأب والأم، تعيش مع أختها الصغيرة، إتّهمها بأنّها متسبّبة في موت والده الذي تعرّض لحادثٍ ولم تجري له عملية فَكرَّس نفسه للإنتقام منها .. يا ترى هل فعلت ذلك حقا وعن قصد؟ وهل سيعفو عنها عندما يقع في حبّها أم ستبقى على قيد الإتهام...