الفصل السابع وعشرون

3.3K 74 0
                                    

وصلت رومي إلى المزرعة للإطمئنان على بهار بعد أن قلقت عليها عندما لم تأتي إلى المستشفى .. إستقبلتها هذه الأخيرة بحفاوة، فقالت لها: لما رحت مكتبك وملقيتكيش قلقت عليكي انتي كويسة؟

بهار: الحمد لله بس مرات بستفرغ قولت افضل في البيت أحسن النهاردة و بكره بإذن ربنا هقول للدكتور حسان يديني اجازة مرضية لحد ما اشد حيلي و أخف

رومي بعتاب مصطنع: اه يا بنت الايه هتسيبيني لوحدي هناك!

بهار بضحك: والله هتعبك معايا و هتفضلي تجيني البيت على طول زي دلوقتي

رومي: تعبك راحة يا قلبي

لاحظت بهار ملامحها الحزينة واحمرار عينيها فشهقت وسألتها بقلق: رومي! انتي شكلك معيطة! ليه حالتك كده؟ و مين اللي ضايقك؟

رومي بغيظ: إسلام

بهار: تعالي نروح الاوضة واحكيلي ايه اللي حصل بالتفصيل

وبعد أن جلسا في الغرفة قصّت عليها رومي كل ما حدث معها فهتفت بإبتسامة: يعني لدرجادي بيغير عليكي!

رومي بتذمر: انا في ايه و انتي في ايه! انا بقولك انه جرحني بالكلام و انتي بتقوليلي بيغير عليكي!

بهار: الراجل لو مايغيرش عليكي ف ده يعني انه مش بيحبك و مش بتهميه و مش هيتضايق أبدا لو شافك مع راجل تاني .. بس هو بيحبك ومش عايز أي حد يقرب منك و عشان كده اتصرف معاكي بالأسلوب ده، و كلنا بنعرف ان إسلام كويس و قد ايه هو انسان هادي وميعملش كده الا لما يكون الموضوع فارق معاه بجد

تنهدت رومي بعمق وقالت: البت غزل كمان قالت كده!

واستطردت: سيبك مننا واحكيلي انتي عاملة ايه

عندما غادر محمد دخل أيمن إلى البيت و توجه إلى غرفته لكي يستحم في الحمام التابع لها، وقبل أن يدلف إلى الداخل سمع صوتها وهي تتحدث مع إحداهما وتقول: كويسة يا رومي الحمد لله

ظنّ أنها تتحدث على الهاتف، وكان سيفتح  الباب ويدخل لولا سماع صوت رومي وهي تسألها: طب بجد مش عايزة تقوليله انك حامل؟؟

جفل وهو يستوعب ذلك الكلام الذي وقع على مسامعه كالصاعقة، إتسعت عيناه بصدمة وتراجعت يده عن فتح الباب وهمس بذهول: حامل!!!

و رغم حالته المشدوهة ظل متسمرا أمام الباب ليتأكد مما سمع و انتابه الفضول لسماع إجابتها .. قرب أذنه من الباب بتركيز ليأتيه صوتها الغاضب وهي تقول: لا مستحيل! هو اصلا مش راضي على علاقتنا

رومي: بس بطنك هيكبر و الحقيقة هتتكشف!

بهار بإصرار: والله يحصل اللي يحصل انا عن نفسي مش هقوله

شعر بالحزن يفتك بقلبه، ولم يلُم عليها أبدا، بل لام نفسه لأنه السبب في إصرارها على عدم إخباره، ففي صباح تلك الليلة أظهر غضبه وعدم قبوله وتقبّله لما حصل بينهما مما تفوه بكلامٍ جارحٍ جرح كرامتها وخدش  كبريائها وكان السبب في بعدها عنه منذ ذلك الوقت .. توجه إلى المطبخ وهو ينظر في الفراغ وملامح الصدمة تعتلي قسماته، غسل وجهه مرارا ثم إرتكز على الطاولة ليتذكر طبق الفراولة الذي وجده سابقا هناك .. تذكر أيضا كيف راودها الغثيان وكيف ساءت حالتها في تلك الليلة، ثم تذكر رجفتها حينما وضع يده على بطنها بعفوية .. تلألأت الدموع في عينيه وهمس بصوت متحشرج: انا ازاي ما انتبهتش!؟ ازاي ماخدتش بالي!!!

في رحاب الإنتقام (مكتـملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن