12| أقرب

344 17 3
                                    


Sophie Pov

ودعنا جدي و جدتي ثم باشرنا بالطقوس الخاصة بالجنازة مباشرة ، اقترب جميع أفراد العائلة من الصندوقين الأسودين الذي تكسوهما الوحدة بوسط الساحة الخضراء ألقى الجميع نظرة وداع أخيرة على الوجوه التي سوف تحتضنها الأرض بعد قليل بلا أي رجعة ، أشك أن الجميع في محاولات مسك نفسه الغاضبة من الخروج احتراما للطقوس فخطوط الخيط الظاهرة على جسد جدتي التي استخدمت لربط بقايا جسدها تغضب و بشدة ، رفعت رأسي مبتعدة أولهم و بدأ الجميع فردا فردا بالتراجع للخلف بعد فترة كافية من الزمن و الوقوف على شكل شبه دائري محيط بهم بقى والدي و عمي الاثنين حول الصناديق لفترة أطول من الجميع ، لمحت لمعة أضيئت بعد أن سقطت خطوط أشعة الشمس أسفل جانب عين عمي ادريان من مكان وقوفي 

"أكثر المتضررين !" قلت بداخلي عندما تذكرت كيف كانت جدتي تناديه و هو لم يلتفت لها في نهاية لحظات حياتها ، ما الصورة التي قد رسمها لنفسه حتى 

أمسك والدي بيد عمي ادريان و هو يحاول سحبه بخفة بعيدا كي لا ينهار بينما عمي دان قد سبقهم تراجع ماشيا و وقف بجانب زوجته ، وقف والدي بجانب والدتي و توجه كل من جاك و شاون بالجانب الآخر المقابل لنا ، ما أن وقع نظري على جانب وجه عمي ادريان و تداخلت نظرة عينينا أتى لجانبي و وقف ، نظرت له و ابتسم لي بضعف ثم بدأ الجميع بخلع الملابس التي تغطي أجسادنا حتى بقينا بالملابس الداخلية ، بعدها أصوات العظام و العواء يصدى بجميع أرجاء الغابة القريبة من القصر

"مرحبا " خاطرتني ذئبتي عند تحولي

"مرحبا ليلي" خاطرت ذئبتي 

تحول الجميع ، تشكلت الذئاب العملاقة المهيبة بدائرة  غير مرتبة و بدأنا بالمشي أقرب لبعضنا  ثم فتحنا الدائرة واقفين على شكل سطر خلف جثمان جدي و جدتي ، بدأ العواء الحزين يملئ المكان ، تقدم والدي من بيننا و هو يرجع لجسده البشري و عواء الجميع يقل ببطيء حتى وقف أبي أمام جثتي والديه ، اتبعه كلا أخويه و هم يرجعون لجسدهم البشري كذلك ، وقف ثلاثتهم و هم يتكئون على بعضهم ، رؤيتهم من ظهرهم و رؤية تماسكهم ببعضهم في أشد اللحظات ضعفا لهم تشع دفئا انهم أقرب ما كانوا ، بعد دقائق طويلة بدأ الثلاثة أخيرا بعمل الطقوس نشروا عدة أوراق من شجرة ما على أماكن عشوائية بجسديهما و ثم سائل أبيض شفاف بقنينتين عند رأس كل منهما ، لا أعلم ما سبب هذه الطقوس أو حتى ما هي الخطوات التالية لكنني أحترم ذلك كثيرا لأن هذا النوع من الوداع أشدهم صعوبة لي.


Emma Pov

تتثاوب و هي تقول "آه يا له من صباح" 

استقمت من على السرير و رتبت الفراش وضعتُ الوسادتين خلف بعضيهما ، توقفت للحظة و نظرت للجدار الذي أمامي 

نقاضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن