16| عانقيني

407 30 9
                                    


Sophie Pov

"صوفي ما رأيك ان نتمشى قليلا قبل ان نتوجه للداخل؟" قالت ايما و هي تنظر للمرج الأخضر البهي وجو الليل البارد يضيف لها لمعة مميزة

"حسنا" قلت بينما نمشي في الحديقة الأمامية للقصر 

أخذنا نمشي و يدينا تحتضنان بعضهما بدفيءْ عكس الجو البارد حولنا ، انظر لها اتأمل جمال عينيها البديعة بينما هي تتأمل القمر المكتمل الذي ينير السماء المظلمة شبيه وجهها ، لو تعلم انها القمر و النجوم كافة لسماء عيناي مهما تأملت نورها لا أكتفي و لن أفعل ، بين الحين و الآخر تنظر لي بصمت و تكتفي بالتبسم و لحظات أخرى تضيف حديثا لطيفا عن المواضيع التي تحبها لكنني لا أسمع سوى رؤوس الأحرف فقلبي المستمع هنا و قلبي ضائع و هائم فيها ليس مركزا بتاتا ، كلما أراها تضحك أضحك معها فصوت ضحكتها اللطيفة و ملامح وجهها التي تتشكل عندما تضحك تجعلني سعيدة رغما عني ، كنا نمشي من الجانب الأيمن للقصر و توجهنا للجهة الخلفية من القصر ، هذا الكم من المشي يستغرق وقتا طويلا للوصول للباحة الخلفية هنا ، لكن اليوم و الآن خاصة الوقت كان سريعا و سعيدا 

"من هنا تتم عمليات هروبي" قلت و أنا أشير للشجرة العملاقة التي أشبه و أنها متمسكة بنافذة غرفتي "و هذه غرفتي" أكملت مشيرة للنافذة أيضا 

نظرت ايما لي بملامح السؤال و قالت "هروب؟"

"الشجرة هذه تعني لي الكثير...شجرة عدم مواجهة عائلتي" قلت و أنا اشكل يدي على هيئة اطار أمام الشجرة

"سوف تؤذين نفسك" قالت ايما مستبقة الفكرة 

"لا تقلقي لابد أن أكون خبيرة بالتسلق بعد كل هذه السنين" قلت واضعة يدي على خصرها محتضنة إياها من الجانب

احمر اذنها من الخلف ، ابتسمت بعيدا عن نظرها عندما أنزلت هي نظرها للأسفل بخجل 

"هيا بنا " قلت و رفعت يدي عنها  .



Emma Pov 

أكملنا المشي بقرب بعضنا البعض و كلما تلتقي أعيننا اشعر بخجل و توتر كبيرين لأنني بسرعة ما أسترجع ملمس يدها على خصري ، كدنا نصل لبداية طريق المشي الذي بدأنا به من أمام باحة القصر لكن من الجانب الآخر ، كانت صوفي اما تنظر للأمام أو لي أي بجانبها الأيسر لكن أنا كنت أنظر لكل شيء كل ما يقع نظري عليه جميل جدا ، مهما حاولت لا يمكنني حتى تصديق أنه كان بإمكاني العيش بمكان كهذا القصر بطريقة ما ، عندما وقع نظري على تلك الكراسي البعيدة عنا قليلا عدت للواقع بسرعة عندما رأيت ما رأيت ، شعرت بصوفي ترفع نظرها لنفس المكان عندما رأتني انظر مطولا و في لحظة سريعة عندما حولت صوفي فجأة بلا سابق انذار نظرها لذلك المكان لا أعلم كيف وقفت امامها بتلك السرعة مغمضة عينيها بيدي ، أزلت إحدى يداي و حاولت حجب النظر عنها بيد واحدة و مسكت كتفها جعلتها تلتفت للجانب الآخر ثم ازلت يدي التي على عيناها ، نظرت لي ثم ليدي الممسكة بكتفها ثم نظرت لي مرة أخرى باستغراب ، شعرت بالضياع و الخوف على مشاعرها لا أريد حتما رؤيتها تنظر للحادث الذي سبب ألمها و لا زالت جراحها لم تلتئم بعد ، رؤية قبلة هانا و جاك لن يفعل سوى أن يزيد الأمر سوءا هذا ما آمنت به 

نقاضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن