4| اكتراث

640 34 14
                                    


التفت للخلف وقفت ،مشيت بعدها ببطئ اتجاه الصوت لأرى سبب صوت الطقطقة المصاحب لانكسار الأغصان الخفيفة على الأرض -لقد كنت في سلام في وحدتي- تفاجأت بظل كيان يمر بخطوات متثاقلة بين أشجار الصنوبر الطويلة هذا ما كان ينقصني الآن

"مرحبا؟....هل هناك أحد؟" ناديت

لم يجب احد لذا مشيت أكثر قليلا مبتعدة عن الجرف و متجهة نحو الغابة ، مشيت بين الأشجار التي كانت تتخبط بعض من اغصانها المتمايلة بوجهي

"مرحبا هل أنتَ بخير؟" قلتها بعد ان رأيت شخصا متكور على الأرض ليقف بسرعة لقد كانت فتاة ،وقفت ثم التفت نحوي بعد أن كانت جالسة على الأرض تمايل شعرها نازلا على كتفها

"اقصد أنتي بخير؟ هل تحتاجين لأي مساعدة؟"

اكتفت فقط بالهمهمة وهزة رأس خفيفة كأنها تسأل أكثر من كانت أن تجيب ،شعرها قصير مموج بشكل جميل أطول من مستوى كتفها بقليل كان فوضويا لكن فوضى جميلة بتموجات خبئت طول شعرها الحقيقي جاعلا لوجها جمالا مميزا ،عيناها ذات بؤبؤة عين دائرية كبيرة أضافت لمحة لطيفة لملاح وجهها كانت الفوضى تعم عيناها ،فوضى مشاعر أعلم أن التحدث مع الغرباء يعد أمرا خطيرا و لكن حالتك لا تسمح بأن تضلي صامتة يا فتاة

"ما الذي قد تفعله فتاة بشرية لوحدها في وسط الغابة في هذا الوقت؟"

"بشرية؟" اكتفت بقول ذلك كسؤال، لأراجع ما قد بدر مني بغير قصد

حككت رأسي و قلت بصوت شبه مسموع تحت أنفاسي "اللعنة" 

"اسفة لم أسمع ، ماذا قلتي؟" 

"لا بأس لا تهتمي ...لكن ألا تشعرين بالخوف للمشي هنا في هذا الوقت ؟" قلتها رافعة يدي في الهواء مشيرة للغابة ،هناك بعض البشر الذين يكابرون خوفهم و يأتون للغابة بين الحين و الآخر لكن دائما ما يكونون في مجموعات فهذه الغابة مكان كبير وكل الأشجار فيها توحي لك بأنها نفس النقطة اليت بدأت منها مما يجعلها سهلة الضياع للبشر التي تختلف حواسهم عنا .


Emma pov

لا أعلم ما الذي تقوله هذه الفتاة لكنت أرى فقط شفتيها تتحرك فقد كنت شاردة ... كنت أسبح في محيط أفكاري التي لا نهاية لها بعد سؤالها لسبب تواجدي هنا ،لم يعد باستطاعتي تحمل حياتي الكئيبة لقد انتقلنا لتونا هنا ، المنزل الجديد يقع عند حدود الغابة تماما انه جميل جدا خاصة الغرفة التي اخترتها تطل على منظر طبيعي باهر لكن كل ما وضعته من توقعات لحياة هادئة و عائلة طبيعية تهتم ببعضها ذهب هباءً ،بدأت اكره عائلتي أمقت والداي كثيرا في الواقع أصبحت أكره كل شي ، سمعت ضوضاء في الأسفل عندما كنت اتأمل غرفتي الجديدة اين و ماذا أضع من الأثاث لكن يبدو أن عائلتي ترفض السعادة بشدة كلما أقبلت على حياتي ، نزلت للأسفل كان صراخ كل من والدي يملئ صداه أرجاء المكان ،المنزل غير مفروش بعد مما جعل صراخهم مزعجا أكثر و ذا صدى قوي انهم يتشاجرون على جرة سخيفة أكرههم أكرههم كثيرا يجيدون صنع مشاكل كبيرة لا تنتهي من لاشي، كنت سعيدة جدا بانتقالنا ظننت أني سوف أكف عن الهروب في كل ليلة وسط مشاجراتهم الدائمة أشعر بالأسف لنفسي فعلتها مرة أخرى و ها أنا في وسط غابة لا أفقه عن مكنونها هاربة من واقعي الكئيب أبحث عن ملجأ آخر يحتويني غير عائلتي ،لمتى و سأظل أهرب أنا حتى لا أملك مكانا او شخصا لأهرع له .

نقاضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن