'لطفا لا تنسوا التصويت'
كان خالد يتأملهم برضى، ماكان اي شي قادر على انه يبرد حقده في غيث غير انه يشوفه بذا المنظر، انه يخليهم يكسرون عظامه زي ما كسر عطره، بالبدايه صدق ان غيث ماكان يقصد بكلمه 'كسرته' شي جاد ، بس الحين!! بعد ما شاف زجاجه عطره مكسره على ارضيه المدرسه الخلفيه تأكد من كل شي.
"خلاص روحوا" صرخ و رفع يده لهم، و انصاعوا الحمير له، كانوا يطلعون من المكان ورا بعض زي القطيع.
وقف للحظات ضل فيها يطالع فيه، يتأمل كل خصله من شعراته المتناثره بالمكان، مع بعض الجروح الي انتشرت في وجهه، كان غيث ساكن، مثل الجثه الميته قدامه، بعد ما فقد وعيه من ضرباتهم المتواصله.
ما كان ولا في اي لحظه من حياته بيتخيل انه رح يحس بمشاعر شفقه اتجاه ذا الشخص، ماكان بيحس بالشفقه ابدا لو ما كان هذا المنظر قدامه يذكره بلحظات قديمه من حياته، بلحظات كان فيها طايح و مجرد طفل ضعيف ماله اي مهرب بالحياه.
رمشت عيونه، و كان واضح قد ايش ذي الذكرى تقلب دواخله، كانت قدرته على الإحساس بأذى احد تكرهه في نفسه، كان متعود على الانانيه، متعود دائما يفرغ مشاعره الداخليه بذي الطريقه بدون يهتم لأحد، و ذا الي خلاه ينزعج من مشاعر غريبه غزته.
لما يتعرض الإنسان لأضطهاد و يكون في لحظاته الصعبه وحيد، هنا رح تصير مصلحته الشخصيه تفوق كل شي، رح يحس انه الوحيد الي يعاني و محد حوالينه حاس فيه او يهتم له، و بكذا مستحيل يفكر في اي احد غير نفسه، هذا كان واحد من اسباب عدائيته للناس من حوله.
كان قد تعرض للأذى بشكل كبير، و مهما كنت لو تعرضت للأذى و لو بمجرد كلمه بسيطه و بقت بقلبك لمده، فهي على الاغلب رح تبقى لسنوات و سنوات لو ما فرغتها، و حتى لو فرغتها ممكن تبقى بقلبك للأبد، و هذا كان احساسه بالضبط بكل مره كان يضرب فيها الي حولينه، تعرضه للتعنيف من عمه خلاه يمارس هالشي على غيره، بأمل ان الاحساس بالاذى يخف شويه.
كانت من اتفه طرق التفريغ، لكن مع الاسف اغلب البشر يستعملوها، يتعرضون للأذى و يفرغونه بألي اضعف منهم، و سواء كان بوعي منهم او لا مارح يتسامح اي احد معاهم، لانه مو عذر يقدر يخفف من ثقل اخطائهم.
و مهما كان مقدار الالم الي عشته هذا مارح يغفر لأي احد اذيته.
مد خالد يده، كان يمرر اصابعه على وجنه المنهار بالارضيه البارده، كان يتحسس بشرته وبشحوبها كانت تعلن عن برودته، بذي اللحظة ما كان عارف ليش غمره الاحساس بالشفقه، تلفت بالارجاء كان المكان فاضي من حولهم، كانت الغيوم تغطي السماء بطريقه اخفت الشمس، كانت الرياح البارده قويه، و هذا الي خلاه يسحب جسم غيث بخفه، رفعه عن الارضيه "المفروض اتركك هنا بس مو ناقص اتحول قاتل و ادخل السجن" نطق وبسخريه حاول فيها يخفي شفقته الي اعتبرها غبيه.
أنت تقرأ
مذكرات غيث.
Randomعزيزي اخبرتك بأني لست كالجميع، العبث معي سينهيك.. - عاميه. - قيز. بدأت 21يونيو 2022. انتهت 5سبتمبر 2024.