- اعتبريه زي ما تحبي تعتبريه، بس ياريت بقى توفري اعتراضك لأجتماع الجمعية العمومية للشركة يااامدام مرفت.
لا زالت الكلمات تتردد في راسها بعد أن القاها بتحدي أمام الجميع لتشعر وكأن دلوًا من الماء المثلج سقط فوق رأسها، إهانته المبطنة أخرستها واللجمتها عن الرد عليه، حتى أفقدتها لذة انتشاءها بالنصر بعد أن ملئت الدنيا بخبر زواجه بهذه الفتاة ونسبه لرجل مسجون،
ليقلب الطاولة فوق رأسها الاَن بخبر إعلانه هذا بكل تفاخر أمام موظفين شركته ليجبرهم على احترام هذه الزهرة ، وكأن لا شئ يعينيه في هذا العالم سوى رضاها، حتى وهو يعلم بكم الخسائر والكوارث المترتبة على أعلانه هذا.
فارت الدماء برأسها وجسدها كان يهتز من فرط أنفاعلها حتى أصبحت تضغط بقبضتها على قلمها الصغير بقوة أدت لأنكساره لنصفين فجرح راحة كفها ، ولكنها لم تهتم، فجرح كرامتها اقوى واشد، كرامتها التي دهسها قبل ذلك حينما لفظها كقطة مصيبها الجرب وهي التي تقربت منه وكانت على استعداد لتهبه قلبها وجسدها بل وروحها لو أراد، ولكن قلبه الغشيم رفض بكل قوة، ليتحجج بمبادئ وهمية ليس لها سعر ولا ثمن في قانون المحبين .
انتفضت فجأة على صوت هاتفها الذي صدح أمامها على سطح المكتب وقطع شرودها، لمحت بعيناها اسم المتصلة فتأفافت بقرف، فا اخر ما ينقصها الاَن هو الاستماع لتفاهات هي في غنى عنها، همت لعدم الرد ولكنها استدركت ترد سريعًا لتعلم بااَخر اخبار جاسر الريان مع صهره الوزير، خرج صوتها بنبرتها المصطنعة كعادتها:
- ألوو.... أيوة ياقلبي اخبارك ايه النهاردة؟
اتاها من الجانب عبر الاثير صوت صرختها الباكية:
- الحقيني يا مرفت جاسر طلقني.
.................................- طلقتها معقول؟
هتف بالسؤال طارق والذي وصل بصحبة كاميليا ليشهدوا بالصدفة تجمع الموظفين، واعلان جاسر الهام أمامهم بقوة، ثم يصعق الاَن بهذا الخبر المهم من صديقه بعد أن اجتمع به داخل غرفة مكتبه، تاركًا زهرة في الجانب الاَخر من الغرفة مع كاميليا، والذي أجابه باستنكار:
- ومش معقول ليه بقى؟ ماهو دا الطبيعي على فكرة، ولا انت مش واخد بالك؟
- لأ ياسيدي واخد بالي وعارف كويس باللي ناوي عليه من زمان؟ بس ما توقعتش يكون دلوقتى بالذات، انت كدت فتحت عليك جبهة فهمي حيدر في وقت صعب وحرج ، ودي جبهة شديدة أوي وشرسة .
قالها طارق بقلق وكان رد جاسر الحازم :
- تبقى زي ما تبقى، انا أساسًا على اَخري من الراجل ده هو وبنته من زمان، بس كنت بصبر نفسي وبأجل في شئ محسوم، ايه اللي يجبرني استنى أكتر من كدة ولا اتنازل وانفذ شروطه، يا أخي في ستين داهية.
تنهد طارق يمسح بكفيه على جانبي رأسه، ليرد وهو يحاول التخفيف من توتره:
- برغم خوفي وقلقي من اللي كل اللي بيحصل ده، بس بصراحة مديك الحق، الراجل مستفز هو وبنته، لكن كمان ماقدرش انكر إن الضربة شديدة عليهم، ابن ال.....
اللي نشر الخبر قاصد يوجه ضرباته في كذا اتجاه، دا عقل شيطاني يابني، لكن انت معرفتش مين الصحفي ده؟
اظلم وجه جاسر واحتدت عيناه ببريق خطر ليجيب طارق بشر:
- هاعرفه يا طارق وهاعرف اللي زقه عليا وقصد يأذيني فيها، بس كل حاجة وليها وقتها.
اومأ طارق رأسه بتفهم ليكمل على كلماته:
- فعلًا عندك حق ياجاسر، أهم حاجة دلوقتِ انقاذ المجموعة، انا سمعت ان الأسهم في البورصة هبطت جامد .
رد جاسر:
- دا حقيقي، أول حاجة هاعملها هي اجتماع مهم مع المسؤلين والخبرا اللي في المجموعة، وكارم بيقوم باللازم دلوقتِ.
سهم طارق قليلًا ليسأله بتوجس:
- هو كارم موجود هنا دلوقتِ ؟
اومأ جاسر وهو يهز برأسه المنشغل:
- في غرفة الإجتماعات جوا .
.....................................
![](https://img.wattpad.com/cover/306380574-288-k600871.jpg)
أنت تقرأ
نعيمي وجحيمها
ChickLitفتاة متواضعة الحال لا تملك في الحياة سوى برائتها وأحلام وردية قد تكون عادية لكل الفتيات ولكن بالنسبة لها وبالنظر لظروف معيشتها الصعبة بعيدة المنال؛ وجدت نفسها فجأة محاصرة من متجبر يملك السلطة والقدرة اخضاع الغير، مع المال الذي يشتري به كل شئ، اذا ما...