- اتفضلي يا قلبي بيتك ومطرحك
تفوهت بها ميرفت وهي تسحب غادة الى داخل الحفل المقام حول حوض السباحة، في منزلها الفخم، وغادة تسير معها تتطلع بأعين منبهرة نحو الرفاهية التي لم تعتاد عليها قبل ذلك، موسيقى صاخبة، فتيات بملابس شبه عارية يتمايلن بميوعة مع رجال تنوعت اعمارهم، وكؤس الشراب بأيديهم، ومن ناحية أخرى منصة أقيمت لرقص الفتيات مع بعض الشباب بجرأة لفتت نظرها، حتى وصلت الى طاولة تجلس عليها إمرأة كانت تعطيهم ظهرها، حينما قدمتها ميرفت:
- انتِ هاتقعدي معانا هنا ياقلبي، انا واعز صاحبة ليا.
تبسمت لها بمودة وفور ان همت لتجلس جحظت عيناها بتوتر وهي تتبين هوية المرأة بعد أن التفت إليها برأسها، لحقتها ميرفت بالقول:
- ايه ياغادة سهمتي كدة ليه؟
- يمكن خافت مني يا فيفي لماعرفتني.
قالتها المرأة بمكر، فردت ميرفت بابتسامة محفزة:
- ياعبيطة، دي ميري دي عسل .
التوى ثغر ميريهان لتقول بلؤم:
- حتى لو كنت غير كدة ياحبيبتي، ما هي بنت خالك خدت جوزي مني، شوفتيني عملت ايه يعني؟
جلست غادة قائلة باعتذار:
- معلش بقى ربنا يعوض عليكِ، بس انا مليش دعوة بيها والله.
ربتت ميرفت على ذراعها قائلة بلطف متصنع:
- طبعًا ياقلبي احنا عارفين الكلام ده، امال انا ليه حبيتك ياغادة عشان طيبة، وميري كمان قلبها ابيض زيك، انا محبش أبدًا اصاحب الناس الوحشين أو اللؤمة.
أكلمت على قولها ميريهان:
- عندك حق يافيفي، هو احنا لو مش طيبين كنا اخدنا على دماغنا بالشكل ده، ياللا بقى كله عند ربنا.
- فعلا ياحبيبتي عندك حق،
قالتها ميرفت لميري قبل أن تتجه بابتسامتها المتصنعة لغادة تخاطبها:
- ها ياوزة تحبي تشربي ايه بقى ؟
وقعت عيناها نحو المشروب الذي بكف ميري، وصمتت قليلًا بتفكير قبل أن تحسم أمرها :
- أي حاجة ساقعة وخلاص.
تبادلت ميري وغادة ابتسامتهم الخبيثة، ثم فتحن معها بالاحاديث العادية لتطمئن لهم، حتى أجفلن فجأة على صوت احدهم وهو يميل على ميرفت قائلًا:
- مش تعرفينا يافيفي .
شهقت ميرفت ضاحكة للشاب قبل أن تعود لغادة تخاطبها:
- دا ماهر أخويا يا غادة، اللي انا عاملة الحفلة مخصوص عشانه.
توقف قلب غادة عن النبض للحظات وعيناها تتطلع بالقلوب الحمراء نحو الشاب صاحب العيون الخضراء والشعر الأصفر، وبشرته القريبة من بشرة الأجانب، على وسامة نافست نجوم الأفلام التي تشاهدها، استعادت وعيها اَخيرًا على قول ميرفت وهي تقدمها للشاب الذي كان ينظر لها بجرأة:
- اهي دي بقى تبقى غادة صاحبتي اللي قولتلك عليها قبل كدة ياماهر، احلى بنت بلد تقابلها.
توسعت ابتسامة بلهاء على فمها وهي ترد بتلعثم:
- اا مش لدرجادي يعني يا ميرفت.
- لا لدرجادي واكتر كمان .
قالتها ميرفت وشاركها الشاب وهو يجلس بجوارهم على الطاولة:
- عندك حق ياميرفت، انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال اتطور لدرجادي في البلد .
- واديك عرفت وشوفت بنفسك ياخويا.
قالتها ميري بمشاكسة قابلها الشاب بابتسامة متسلية، أما غادة فكانت ترفرف بأهدابها غير مصدقة، ليزيد الشاب بكلمات الغزل نحو عشقه للبلد وفتياتها أيضًا، تبادلت ميري وميرفت نظراتهم بمغزى قبل أن تستاذن واحدة منهم لتسحب معها الأخرى تاركين غادة مع المدعو ماهر على الطاولة وحدهم ،
- ها بقى ممكن تعرفيني على نفسك.
قالها بابتسامة اربكتها لتسرد في الحديث عن نفسها بعفوية حمقاء، غافلة عن نظراته التي كانت تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها
أنت تقرأ
نعيمي وجحيمها
ChickLitفتاة متواضعة الحال لا تملك في الحياة سوى برائتها وأحلام وردية قد تكون عادية لكل الفتيات ولكن بالنسبة لها وبالنظر لظروف معيشتها الصعبة بعيدة المنال؛ وجدت نفسها فجأة محاصرة من متجبر يملك السلطة والقدرة اخضاع الغير، مع المال الذي يشتري به كل شئ، اذا ما...