الفصل التَّاسِع.

53 7 4
                                    

"عيسى."

علا الأمر معنا بالأسفل، ووصل إلى السبّاب العلني، والضرب مِن جهة الطرفين.

ليضطر بعض المتفرجين على التدخل بسرعة حتى لا يتطور الأمر بخطورة أكبر. ووقف سدًا بيننا رجلين كلًّا يمسك مِن ناحية، إزدادتْ ثورة غضبي أكثر، وأنا أردْ على «ثابت» بأول ما قد يأتي برأسي، كردّ فعل على سبته العلنية.

كاد أن ينشب العراك مجددًّا، إلا عندما تقدم رجل كبير كان يقف جوار «فاتح»، يقف أمامي مانعًا:"صلي على النبي يا ولد واهديء قليلًا."

رددت الصلاة بخفوت، دون أن يذهب غضبي ولو بشيء بسيط، لكن الرجل أكمل:"قولوا ما حدث كي تتحاكموا، ونعرف مَن منكم المخطيء!"

لاحت على شفتيّ ابتسامة متهكمة، نقول؟

الملاك البريء لمْ يفعل شيء قط. نحن مَن افترينا عليّه بالطبع سيقلبون الطاولة، وهل سيقولون أنه قد تحرش بابنة عمه وهم بصفه؟

وبالتأكيد هذا الرجل تبع «فاتح» هوَ الأخر! فمعظم الموجودين هنا، هم تابعين له.

جذب انتباهي صوت «فاتح» الذي قد شق الجموع بقوة:"انتهينا، تلك بعض المشاكل البسيطة بيننا، وهم بالنهاية أقارب زوجة أخي."

ظهرت رغبته الواضحة للجميع بعدم البوح بالمكتوم، وكيف سيبوح؟ بفضح ابنه المتحرش؟

لب الناس رغبته، وبدأوا في الإنسحاب تدريجيًا مِن الوسط، تاركين فقط أفراد العائلة هم الموجودين.
حتى ذهبوا جميعًا، سلط «فاتح» نظره عليَّ بقول مِن بين أسنانه:"ليس مِن الجيد أن نتعارك في الشارع، لنا بيت نتكلم فيه بهدوء."

نتكلم بهدوء! جُن الرجل تقريبًا، يتكلم كأننا سنتناقش حول موضوع الطقس اليوم! قررتُ الصبر للنهاية لمعرفة غرضه، واستجبتُ على مضض لطلبه الغريب هذا!

تحت إصرار مِن نظرات عمتي الحادة، والتي كانت تحثني على القبول. حتى صعدنا إلى بيت الجدة، ولمْ يحضر هذا الأمر إلا الأعمام، ووالدتهم، وبالتأكيد دخل «ثابت»، وأنا وخالي مع عمتي. كنتُ قد صرفتُ أخي «محمود» قبل دخولنا، لكنني أكاد ألمح رأسه تكاد تنحشر في فتحة الباب، وعدم اهتمامه بنظراتي المحذرة إليّه.

تركتُ أمره وركزتُ على الموضوع الأساسي، وأنا ملقي ببصري، على الجالس أمامي بكلُّ غرور.

أكاد أفهم طريقة تفكيره الأن، وخوفي هوَ مِن توقعي القادم مما قد يتفاوه بِه، أو قد يقوله والده، والذي قد قال بصوته المتخشب:"لقد إنتهينا، «ثابت» لن يفعل إلى «سدن» شيء آخر، لأنه سي..."

قاطعته عمتي بنبرة حاسمة:"ما الذي قد انتهى بالضبط؟ أجل لقد سمعتُ تلك الجملة مُنذُ سنوات، وقلتُ سيربيه، سيعلِّمه مِن خطأه لكن..."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن