الفصل الرَّابِع وَالعِشرِين

48 7 1
                                    

"عيسى."

نزلتُ عن درجات السلم، وبداخلي قلق لا يبرح صدري لثانية.

ما سر القلق؟

لمْ أعرف الإجابة ولمْ أعرف مصدره أبدًا.

رُبما قلق مِن ترك «سدن» بمفردها؟ رُبما.

ما أن خطت قدمي أخر درجة، حتى شعرتُ بقبضة تشيد بقميصي، وترمي بثقلي على الحائط فجأة.

لمْ أكن استوعبت بالكاد ماذا حدث، لأراه أمامي غير حليق الذقن، أحمر العينين!

ما الذي! كيف جاء بكلّ تبجح إلى هنا...«ثابت» ال(…).

شدد قبضته على قميصي مِن رقبتي، بقصد خنقي.

فحاولت الإفلات مِن قبضته أهمس بالكاد:"«ثابت» يا (…)."

اشتعلت شرارة عينيّ الأخر أكثر وهوَ يهمس أمام عينيّ اللاتي تتابعنه بكراهية نابعة:"قلتُ سابقًا إنني لا أترك أحد وضعته في رأسي. وأنتَ وهيَ فعلتما ذلك وبزيادة."

حاولتُ التحرك قدر المستطاع ولكن الحقير كان مُقيد جيد لشل حركتي.

وما أن قدرتُ بالفعل، تحركت يده الغادرة بمديته يغرزها في صدري مرتين متتاليتين.

تأوهتُ بغضبٍ حانق وأنا أميل للأمام...الألمْ لا يحتمل.

وهوَ يضحك بشماتة مهرتل بوحشية:"لقد قلتُ لك. قلتُ لك: إن نهايتك سوف تكون على يديّ يا أحمق."

لمْ ألبث بعد جملته تلك لأهجم عليّه أسقط بِهِ أرضًا.

لأعجله بضربة في فكه، وبدوت في هذه اللحظة كالثور الهائج، اضربه بأقصى قوتي في جبهته بجبهتي.

وما أن اهتزت رأسه عاجلته بضربة بالمدية خاصته في ذراعه وقد أحدثت قطعًا كبير.

تأوه بعنفٍ بين أنفاسه هادرًا:"يا (…)."

-"واللَّه لا أرى (…) غيرك هنا."

لأعاود بالهجوم عليّه، وهوَ يضحك بجنون متحديًا، يسب ويهذي وقد جعلني أحيط برقبته قالب الأدوار أقيّد ذراعيه، ضاغط على جرحه.

فسمعتُ صيحة رجولية مِن خلفي:"ماذا تفعلان؟!"

كان «زين» وقد اقترب بسرعة البرق يقف كسد منيع مِن بيننا.

فضحك «ثابت» بين جنونه وهذيانه الأعمى:"لقد...لقد جئتُ كي أبارك له...وللمحروسة، وانظر ماذا فعل!"

-"اسكت يا (…)."

أخرسه «زين» بصرخة قوية، فحاولتُ أنا العبور عنه صارخًا بوجهيهما:"ألمْ تقل لن يظهر مجددًّا هذا ال (…)؟ ها؟ ألمْ تقل ذلك..أقسم أنني سوف..."

قاطعني «زين» وهوَ يتركه ويمسك بيّ محددًّا مساحة تصرفي:"أصمت قليلًا، لنرى جرحك أولًا."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن