الفصل الثَامِن.

57 6 1
                                    

"عيسى."

نزلتُ مِن على الدرج بوجه عابس، لأنني قد تأخرتْ اليوم عن العمل، لكن لا يهمْ لقد وجدته بسهولة وبإمكاني إيجاد عمل أخر بسهولة أكبر.

انتبهتْ إلى وقوف «حازم» أعلى السلم، يبلحق بطريقة رهيبة في شيء يوجد أمامه. انعقد حاجبي بتعجب، فيما يحدق هكذا كالأبله!

كدتُ أن اسئله لكنني وجدتُ الإجابة بنفسي، ذاك الحقير «ثابت»، و..و «سدن» ابنة عمتي!

يمسك ذراعها بيد، ويده الثانية على كتفها، تنزل ببطء على بقية ظهرها، والأخرى شاحبة الوجه، صامتة، إلا مِن وجهها الغارق في البكاء.

لمَ هوَ مقترب هكذا؟

لمْ أحتاج الكثير مِن الفطنة لأدرك ماذا يفعله، خاصة مع صوته الذي يقول:"ستوافقين، أليس كذلك؟"

ضربتْ الدماء في عروقي، مِن الذي أراه!

ودون أن أشعر بشيء وقفتُ بثواني قليلة بوجهه أصرخ بِه:"ماذا تفعل أيها ال (...)!"

وصوت نحيب «سدن» الباكية خلفي يثير جنوني، والذي ألقى عليه «ثابت» الزيت بقوله البارد:"وما دخلك أنت؟ إنها ابنة عمي!"

قبضت على ياقة ثيابه، مفتتحًا بأول لكمة بوجهه:"تتحرش بها وتقول ابنة عمي يا (...)!"

لمْ يصمت الأخير على لكمتي له، واعطاني واحدة، وبقينا هكذا نتبادل اللكمات. وهوَ يزئر كثور هائج.

لمْ أدرك بتجمع بقيّة العائلة حولنا على صوتنا، ولمْ أعرف أن سبب هذا هوَ انتشار الأطفال إلا لاحقًا.

شعرتُ بيد تجذبني مِن الخلف مِن صوت جامد:"ماذا تفعل؟ هل جننت؟! تتهجم على ابني في بيته!"

وقعت عينيّ على «سدن» وقد إزدادت حالتها سوء، منكمشة بجسدها في ركن قريب.

أظلمتْ عينيّ بنظرة قاسية وأنا أردّ عليّه بكلُّ قوة:"ابنك كان يتحرش بـ «سدن»، ابنة عمه!"

أكدتُ على كلماتي الأخيرة بتشديد ساخر، والتي بعد ملاحظتي لمعاملتهم وجدتهم ينسون تلك الصلة.

تناقلتْ أنظار «فاتح» بيني وبين «ثابت» الذي يمسك بفمه النازف مِن لكماتي، و «سدن» بالأخير.

عندها توقفتْ عينيه عليها ثُمَّ صوته الجاف:"صحيح هذا الكلام الكلام يا «سدن»؟"

شعرتُ بداخلي كأن نبرة صوته آمرة، مخيفة، منتظرة جواب واحد، غير قابلة بما لا تهواه نفسه.

لمْ تجب «سدن» وهيَ تحيط بكتفيها. ظهر مِن وسط الجموع صوت والدة «ثابت» ثُمَّ ظهورها شخصيًا مستنكرة:"تسألها؟! كأنك لا تعرفها، ابنك لا يفعل شيء كهذا، وإن فعل فبالتأكيد هيَ مَن أغوته كما حدث بالماضي."

ارتفع نحيب «سدن» عاليًا بدرجة كبيرة، دون تجرأ مِن أي أحد على الإقتراب.

إنكمش جفنيّ للحظات حتى قلتُ:"لمْ يحدث شيء بما تهذين بِه، إنه تحرش بها..."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن