الفصل الخَامِس عَشَر.

52 7 0
                                    

"سدن."

مضى اليومان بسرعة البرق، لمْ أكد أشعر بشيء.

مرّ الوقت مرور الكرام، بعد مقابلة جافة مع عمي «زين» ذاك الذي أصبح أربعيني متغرطس..

ويبدو أنه أورث ذلك لأولاده، الذين أصغر مِن أولاد خالي بقليل.

والاجتماعات الهامة التي كانت تحدث بالأسفل، تحديدًا لشؤون ذاك الدخيل الجديد -يقصدون «عيسى» بهذا- ولوضع حدود له كي لا يتجاوزها.

صعودًا وهبوط أرهقا خالي، حتى استسلم للتعب وبقيّ في الشقة غير فاعل شيء، معتمد على ابنه اعتماد كلي.

وقد كان خير معين، لقد أقتنع بِهِ أعمامي أجمعين -الذين عددهم تسع- عدا عمي «فاتح».

اجتمعوا مِن المحافظات المفرقة بينهم كي يفشلوا الزيجة. لكن بما أن عمي «زين» أقتنع فلا لأحد أن يبدي إعتراضه.

على الرغم مِن أنه أصغرهم إلا أنه مدلل جدتي بشكلٍ كبير. لذا استحوذ قراره على موافقة جدتي، ووصلت إلى صعودها هنا ومباركتها ليّ!

اندهشت مِن الأمر بالبداية، لكنها كما تقول:لقد صرتُ عروس.

وباب غرفتي الأن لا ينكف عن الطرق، بعدما منعتُ المعاونة على الجميع، لأتجهز بنفسي.

يظنون أنني متأخرة كلّ هذا لأضبط مِن زينة وجهي، ولكن لا.

تأخرتُ إلى الأن وهم ينتظرون امضائي مِن أجل حجابي الذي لا يريد أن يظهر بشكل لائق، ويظهرني أمام مرآتي بمظهر متسول.

بعد ربع ساعة مِن الدقات المتواصلة على الباب كنتُ قد انتهيتْ أخيرًا.

اضبط حزام الخصر، لذاك الفستان الكريمي الواسع بشكلٍ لطيف، مع وشاح ينافسه بنفس اللون لكن بدرجة أثقل.

أغمضتُ عينيّ أعد بداخلي حتى يذهب توتري، لكنه تضخم أكثر، ولا أدري ماذا أفعل.

ترددت قدماي في التقدم أكثر تعيقني على الحركة. فتفاجئت باقتحام والدتي الغرفة، تغلقها خلفها بسرعة تهتف مؤنبة:"ترتدين كامل ثيابك ونحن ننتظرك بالخارج؟!"

انخفضت عينايّ بحرجٍ، وحاولت أن أفسر لها:"ليس كما تظنين، لقد انتهيتُ لتوي."

دققت في معالم وجهي قبل أن تردف مملؤة غيظًا:"لمْ تضعي حتى القليل مِن أدوات الزينة! لولا أننا متأخرتان لكنتُ قد تصرفتُ بنفسي."

ابتسمتُ أقول بهمسٍ للتهوين:"أنتِ تعرفين أنني لا أستهوي تلك الأشياء."

عبارتي كانت لها الأثر الكبير، على تحولها مِن الضيق، إلى عيون لامعة متلألأة بفرحٍ برفقة نبرة خافتة:"لا أصدق عينيّ! ابنتي الصغيرة سيعقد قرآنها..آه يا صغيرتي."

اختتمت جملتها وهيَ تضمني في عناق حار. فغلبتني عاطفتي نحوها أبدالها العناق بحرارة.

شعرتُ ببعض العبرات تسرى على كتفي، فسحبتُ جسدي ببطءٍ عنها، أمسح العبرات عن وجهها ذو النظرة البريئة وهيَ تتطلع إليّ هاتفة فجأة:"مَن الذي سأركض خلفه بالطعام!"

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن