الحَادي عَشَر.

51 7 0
                                    

"عيسى."

اعتراض أُمي ظاهر للعيّان، وقد انضمت لها أختي الصغيرة. لكن أبي بدأ متبلد أمام اعتراضهن:"ما الذي يعيب الفتاة؟"

حينها استهزاءت «رنا» مما يقول:"ما الذي يعيبها؟ إنها كئيبة جدًا! لمْ أراها يومًا إلا وهيَ عابسة، أو باكية."

حول رأسه إليها في حدة:"لا شأن لكِ بهذا الأمر، لستِ أنتِ.."

قاطعته والدتي بحسمٍ مدافعة عن حقّها وحقّ «رنا» في الاعتراض:"لا، لها دخل، ومئة دخل أيضًا. مِن حقها الاعتراض ما دام ابنك سيتزوج منها."

-"لا، ليس لها دخل، هذا إختيار ابنك."

-"يا رجل قل شيء غير هذا!"

استهزاءت والدتي بضحكة مصحوبة، مما زاد مِن غضب والدي. تلك النظرة الغاضبة العنيدة لن تُبشر لها بالخير أبدًا:"ماذا رأيك في أن تلك الزيجة ستتم، واعتراضك هذا غير مهم!"

رمقته مِن أعلاه لأسفله بسخرية تامة:"لا يا حبيبي، هذه ستكون زوجة ابني الكبير، لذا تلك الزيجة لن تتم."

شعرتُ بتلك اللحظات أن الشجار يأخذ منحنى أخر، حيثُ العند عندما يتشاجرون، والذي قد يخرب المنزل. ولمْ أتحرك نهائيًا أو أصدر صوت، منتظرًا مجيء ردي في النهاية.

لمْ يستطع التحمل أكثر صائحًا:"ولمَ؟"

تجعدت تعابير وجهها وهيَ ترد محتدة:"لأنها مطلقة! ابني لا ينقصه شيء كي يتزوج مِن فتاة مطلقة."

لأنها مطلقة!

صدحت تلك الجملة بداخلي متكررة أكثر مِن مرة، وماذا كانوا يفعلون إذا لمْ يكن عقد قرآن فقط؟

أعترف أنه يوجد بعض الأشياء الهامة بهذا الأمر، وقد أحاول في هذه الفترة محاولة تغيير هذه الأفكار، لكني لا أقلل مِن أحد أمامه أو أمام أحد.

انقطع سير أفكاري بشق صوتي الأجواء بالرد:"هذا كان عقد قرآن وانتهى يا أُمي دون زواج حقيقي.."

قاطعتني مردفة في ضيق:"وما أدراك أنه لمْ يكن زواج فعلي؟"

أذهلني الردّ بشدة، لدرجة أن لساني عجز عن الانطلاق بما يحتويه عقلي. وكان والدي هوَ مَن رد مهتاجًا:"ما الذي تقولينه يا امرأة! أنتِ تتكلمين عن ابنة أختي، احفظي لسانك."

-"لا سأتكلم حينما يخص الموضوع ابني الأحمق الذي يريد الزواج منها!"

-"ابني ليس أحمق لأنه سيتزوج بابنة عمته. الفتاة محترمة، وذات خلق، ما الذي لا يعجبك بها! إنها حتى مُنذُ أن جئنا لمْ تتكلم مع «عيسى» إلا بمراتٍ تعد على الأصابع!"

دافع والدي بضراوة، يأخذ النقاش طريق أخر غير الذي يسلكه حيثُ طريق مغلق يكتم الأنفس.

والدليل على هذا اهتياج أنفس والدتي كأنها متخنقة:"وأيضًا جعلته سيتزوج منها! قابلني إذن إذا قبلت بهذا الأمر، إذا كانت لديها كرامة لن تقبل بهذا الأمر."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن