الفصل الوَاحِد والعِشرِين

57 7 1
                                    

"عيسى."

لمْ أصدق أذناي وكدتُ أكذبهما ممَّا وصلت ليّ، «سدن» المتذمرة مُنذُ أن رأيتها تُعلن موافقتها هكذا؟

ليس بسهولة، أكاد أجزم أنني لو كنتُ أجري لكان إنقطع نفسي مِن كثرة الركض.

هذا شيء غير معقول ولا مألوف بالنسبةِ ليّ وللإنطباع الذي أخذته عنها.

دون وعي مِن عقلي تمتمتُ:"هل أنتِ جادة؟"

-"نعم بالتأكيد. وهل في هذا الكلام مزاح؟!"

قالت بابتسامة خفيفة على شفتيها، انقشع الظلام عنهما جاعلها تخرج صافية.

ومع ذلك قلتُ:"ولكنك..."

قاطعتني:"لا يوجد لكن وما شبه."

-"ما سرِّ تغيّيّر موقفك جذريًا؟!"

تلاعبت بحاجبيها تجيب:"وجدتني سواء أن رفضتُ أم قبلتُ متزوجة بكَ فقلتُ لما لا أرضى بحالي؟!"

أظلمت تعابير وجهي فضحكت بخفةٍ:"أمزح أمزح. لا يمكنك رؤية وجهك الأن حقًّا."

قالت مِن بين ضحكاتها، وأنت متابع مسيّرتها بصمتٍ إلى النهاية. هتفت فور الإنتهاء:"صراحة وجدتك شخص جيد، شهم، ذو خُلق، مناسب جدًا للصفات الخياليّة كفتى أحلام. أتمنى بالنهاية أن لا تصير كلّ هذه الصفات بالعكس حتى لا أبكي، واللَّه سوف أبكي لو انخدعت."

ضحكتُ على عبارتها الأخيرة معها. انقطع صوت ضحكنا على صوت صراخ أبي بالخارج هوَ وعمها.

خرجنا بلهفةٍ سريعة لرؤية ما يحدث. وكان صوتهما كأن حدث مروع قد صار.

أصبحتُ كالسد المنيع مِن بينهم، وفي وسط الكلام استشفيت أن الحوار كله عن الفرش ومَن سوف يأتي بِهِ.

يا اللَّه الرحمة.

يتكلمون في كلّ مرة وكل شخص منهم يأخذ طريقه بانحيازٍ كأنهم لمْ يجلسوا مِن قبل جلسة خصوصية لأجل هذا.

تدخل صوت «سدن» بينهم مهديء الأوضاع:"اهديء يا عمي مِن فضلك أولادك نائمون. ثُمَّ ألمْ يسبق وتكلمت في هذا الأمر، هل تحبون أن تصرخوا في وجوه بعض."

نظر عمها لنا بامتعاضٍ وهوَ يقول:"أنا لا أملك غرض في الأمر. هذا الرجل هوَ الذي يرغب في انهاء الزيجة، وليس أنا."

رافعًا رأسه بإيباء أمام عينيّ أبي التي اشتعلتا أكثر:"أنا؟ أنا مَن أريد إنهاء الزيجة؟ اتركني يا ولد، قلت لكَ اتركني."

صرخ في باستماتة في رغبة عميقة للانقضاض على «زين» المتمثل في كتلة برود أمامه تكاد تشعل حربًا.

-"اهديء يا خالي أرجوك هوَ بالتأكيد لا يقصدك.."

جاء صوت «سدن» مندفعًا كما تلاه صوت صوت عمها:"لا، أقصد ونصف."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن