الفصل السَّادس عَشَر.

47 7 2
                                    

"سدن."

ظللتُ أناظر طالعه الخشن بصدمة. استدركتْ ما هتف بِهِ عندما شعرتُ بأنامله تتحرك صوب وشاحي في طريقها لنزعه.

رهبتي وصدمتي أعطوني القوة لأن أتملص، وأدفع يديه القذرتين عني.

لن أصمت ثانية!

قهقه باصطناع بائن:"تدفعيني؟ وهل تظنين أنني مهما ابتعدت لن أعود لكِ؟!"

عدتُ للخلف أصرخ بصوتٍ عال طالبة النجدة. لكنه اقترب مني مكمم فمي مِن جديد.

مع هسيس أنفاسه الضاربة أذني:"لن أترككِ، أنتِ فاكهتي المحرمة التي نضجت أمام عينيّ ولا أستطيع لمسها! أتظنين بعد شوق يضني أكثر مِن عشرة أعوام سأترككِ تذهبين بكلّ سهولة!"

تشنجت تعابيري مرتعشة مِن ثقته الظاهرة، أشعر بقدميّ على وشك الإنهيار! في حين أكملت يديه إلى طريقها، وأنا أحاول دفعها بمقدار استطاعتي.

لكن صوتي المكتوم لمْ يعد ينجدني.

دعيتُ ربي تضرعًا، بإنقاذي مِن هذا القذر المقيد ذراعي.

أيعقل أن يحدث ليّ مثلما حدث إلى «نجاة»! لن أكون ضحية له ثانية.

ضربتُ ساقه بقدمي الحرة مِن تقييده، أطالب لنجدة فورية. تأوه بضيقٍ لكنه لمْ يترك قيدي هاتفًا:"مهما فعلتِ لن ابتعد. الأن سأضع بصمة تكون أمام ذاك الشهم."

يديه توصلت إلى تقطيع بعض مِن ثيابي لإظهار المختبيء مني. وليس بيدي إلا صراخ مرافق إلى دموعٍ مقهورة. سرتُ بعينيّ علني أجد شيء حولي، لكنه فراغ غير مساند.

لذا كان مِن السهولة أن يزج بجسدي على الأرضية.

-"استعدي يا حلوة لليلة لن تنسيها."

فحيح نبرته اختتم بزجاجٍ ينكسر على رأسه مِن الخلف.

عاد للخلف ببضع خطوات مزمجرًا بعنفٍ، يمسك مؤخرة رأسه بين يديه.

أخذني الأمل في الإنقاذ بوجه السرعة، وأنا ألتفت لما خلفه، والتي كانت «رغد» عندما صرخت بعدما التفت لها بصوتٍ عالي.

رجعتُ بظهري على الأرض للوراء آخذة الاحتراس، كما فعلتْ «رغد» مكملة صريخها. بعدما قال:"سوف أقتلك أيتها ال(...)."

انتبهت اذناي لطرقات الباب ثُمَّ صوت «عيسى»:"«سدن» هل أنتِ هنا؟"

تشققت شفتى «ثابت» ببشاعة:"لقد جاء الشهم، لكنه سيرى ما الذي سيحدث أمام رأى عينيه."

عينيّه المصممتين أخافتني، لما تجاهل وجود «رغد» عائد إلى مساره الأول...إليّ!

زحفتُ أكثر على الأرضية دون توقف، والدموع كنهرٍ هابط مِن عينايّ دون شعورٍ مني.

صرخت «رغد» أكثر مِن وراءه، وهيَ تحاول دفعه بعيدًا عني، ليلقيها هيَ بعيدة عنه.

وتعالت الدقات على الباب بشكلٍ كبير، مع دفع الباب القوي.

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن