الفصل السَّابِع وَالعِشرِين

45 8 3
                                    

"سدن."

الأن في صباح اليوم التالي، أنا في أقصى مستوى رعب قد وصلت إليه يومًا.

والأخير جالس بسكينة أشبه بالبرودة منتظر إنتهاء تنظيف جرحه وهوَ بسرواله فقط.

هذا الإقتراب مُخيف جدًّا، وهوَ لا يرحم. بدأت في تنظيف جرحه متحفزة لصدور أي حركة دنيئة منه.

وهوَ يزفر بين الحين والأخر بشكلٍ مقلق يدعوني للهرب منه.

وفي وسط تركيزي المنقسم أردف:"سوف نخرج اليوم؟"

مال حاجبيّ في دهشة وأنا أزيح عينيّ عن جرحه:"نخرج؟! كيف هذا؟ هل نسيت جرحك؟"

-"لا يهم. إنه موعد مهم جدًّا."

-"ما الذي لا يهم؟! جرحك لمْ يجف حتى يا رجل!"

قلب عينيّه بمللٍ:"كفى ثرثرة. ما قلته سوف يصير."

اغتظتُ بشدة مِن بروده فصحتُ:"ما دام أنتَ مُصر هكذا. اسمحلي أعرف إلى أين سوف نذهب؟ إذا كان يمكنني طبعًا."

تجاهل نبرتي التهكمية وهتف:"لا. سوف تكون مفاجأة."

ما الذي يخبئه مِن ورائي دون موافقة الإطلاع عليّه؟

ما الذي يدبر له هذا الذئب الساكن؟

أخرجتُ الهواء مِن رأتي بحدة وصوت عالي متعمدة أن يصل له.  حتى أردف بما جعلني استشيط غضبًا:"كفى سوف تحرقيني وأنا جالس!"

وضعتُ يدي في خاصرتي مردفة بتحدٍ:"وهل يجب أن أسكت بعد هذا؟ فهمني فقط لمَ تريد التحرك وجرحك مفتوح؟ لمْ يمرّ إلا يومًا عليّه."

-"هذا مهم لكي، وليّ. سوف يساعدنا في حياتنا."

كلامه كأنه أحجية لا أفهم ما المقصود منه. فتنهدتُ بيأسٍ:"يجب أن تراعي حالتك، قد يعاود جرحك للنزيف. ألا يمكنك تأجيل الأمر؟"

-"بلى، كما أخبرتك إنه يعتبر الأشدّ أهمية في حياتي الأن. ثُمَّ لا يوجد قلق بشأن جرحي هل قلتُ أننا سوف نلعب رياضة ما؟ أبدًا."

ماذا أفعل يا ربي كي أجعله لا يتحرك؟ إنه يبدو مِن النوع الذي لا يطيق الجلوس بالمنزل.

حسنًا، هذا يروق ليّ وأحب هذا الجانب، ولكنه الأن مجروح وقد يصيب جرحه أي شائبة.

بينما نظراته كانت جامدة، توحي بأنه لن يستجيب مطلقًا إلى إلحاحي.

سلمتُ أمري إلى اللَّه، وعدتُ بارتباكٍ لجرحه.

كان يحاول كتم تأوهاته بصعوبة، ولكن ظهر هذا جليًا على يده التي قبضت على الأريكة بقوة.

حاولتُ قدر المستطاع أن لا يكون الأمر مؤلم، ولكنه بالنهاية تنظيف جرح.

إلى أن وصلتُ للنهاية وأنا أضع الشاش الطبي بحرافية شديدة في مكانه.

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن