الفصل التَّاسِع وَالعِشرِين

48 7 0
                                    

"سدن."

راقبتُ أُمي تتحرك ذهابًا وإيابًا تجلب الطلبات لكلّ شخص، بأعين غارقة في دموعها، لكن «روان» جلست بجواري وهيَ تمسك بذقني لأواجهها:"لا تحزني، عمتي سوف تشفى."

مسحتُ دموعي بسرعةٍ، وأنا ألقي نظرة خاطفة على «عيسى» الذي التهى مع زوجة خالي.

ثُمَّ قلتُ:"أنا لستُ حزينة يا حبيبتي."

اقترب «داني» سائلًا:"«سدن»، لمَ تبدين حزينة؟"

ابتسمتُ بسمة مهزوزة:"لستُ حزينة."

-"بلى."

تدخلت «روان» وهيَ تنفخ وجنتيها:"«سدن» ماذا يقول هذا؟ إنه يستفزني مُنذُ الصباح!"

وكذلك فعل «داني» وشعرتُ أنا بالمنتصف بنشوب حرب عالمية ثالثة.

لولا تقدم زوجة خالي:"تعالَ يا ولد أنتَ وهيَ، اتركوها بمفردها."

تفهم «داني» ما تريده على الفور، يبدو أن هذه الجملة واجهته كثيرًا، وذهب كلاهما كلًا إلى غرفة مختلفة.

صدح صوت خالي مجلجل:"«عيسى» تعالَ لغرفتي، أريد الكلام معك."

وجلست زوجة خالي جواري وهيَ تقول برقة:"ما المشروب الذي تودينه؟"

-"شكرًا لكِ، لا أرغب بشيء."

قلتُ بنبرة معتذرة ولكنها أبت بشدة:"أبدًا واللَّه. سوف أصنع لكِ عصير ليمون يهديء أعصابك، ما رأيك بأن تأكلي شيء مِن صُنع يدي؟ لا أعتقد أنكِ قد تذوقته مِن قبل."

-"شكرًا، ليست لدي شهية لهذا حاليًا. لقد أكلتُ قبل مجيئي إلى هنا."

-"أيضًا سوف تأكلين."

ثُمَّ تحركت، وأنا اتنفس بتذمرٍ أغمغم مع نفسي ببضع الكلمات المعترضة. ولكني سمعتُ همهمة قريبة منّي:"ماذا؟ كيف تقول هذا؟!"

هذا صوت «عيسى» على ما أعتقد، ولكني لستُ في مجالًا يسمح بالفضول، تحركتُ مِن مكاني، لأتوجّه إلى أُمي بسرعة."

***
"عيسى."

وقعت الكلمات على أذني كالصعقة، ولستُ مصدق ما تفاوه بِهِ أبي وهوَ يرمقني بذات النظرة الباردة.

فاستنكرت فورًا:"ماذا؟ كيف تقول هذا؟!"

امتعضت ملامحه بقوة:"اخفض صوتك، ماذا إن سمع أحد؟"

-"هذا يدل على أنك تعترف أن تفكيرك خاطيء. كيف تظن يا أبي أنني قد أفعل ما تقول؟ بل كيف تفكّر بهذه الطريقة؟ إنها ابنة أختك التي سوف تخضع لعملية في الغد وقد لا تخرج منها حيّة."

-"الحي أبقى مِن الميت إذن. إذا ماتت سيكون هذا نصيبها وعمرها لن نعترض بهذا. أنا الأن أكلمك عن مصلحتك يا غبي."

قست ملامحي وأنا أهتف بحذرٍ غاضب:"مصلحتي في النصب على زوجتي؟"

ضحك بانفعال:"هل تخدعنا أم تخدع نفسك؟ إنك لمْ تكمل شهرين حتى على معرفتها، هل أخذت شفقتك؟ بالنهاية القرار لك إن أردت إستئناف زواجكما بعد ذلك أنتَ حر، لكن ركّز انتباهك الأن على مصلحتك."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن