الفصل التَّاسِع عَشَر.

54 7 2
                                    

"عيسى."

لمْ يكتفي أحد بالشجار الذي حدث في السيارة، بل أصرت أُمي على إكمال ما تريد بوحه.

ففي حال دخولنا إلى الشقة التفتت ليّ، ترمقني بنظراتٍ غير راضية:"سوف تذهب إليهم غدًا، وتنهي الأمر تمامًا."

تخشبت قدمي في موضعها وأنا أستدير إليها:"نعم؟ ماذا تقصدين؟"

شبكت يديها معًا متشدقة:"ما سمعته. سوف تلقي على تلك الفتاة الطلاق وتنهي هذا الموضوع."

فغر فاهي لعدة لحظات أحاول إستيعاب ما قالت، فلمْ ينتظر والدي صمتي أكثر وقال بنبرةٍ جادة:"اذهب واسترح يا «عيسى». يبدو أن عقل أمك أصبح خرف!"

-"احترم نفسك يا «فايز». تقول أنني أصبحتُ خرف لمجرد أنني أريد مصلحة ابني!"

-"وابنة أختي؟ ها؟ يعود إليها ابنك كالطفل الصغير غدًا ويرمي عليها اليمين؟! ماذا سوف يصير لها يا ترى؟ استفيقي يا امرأة تبقى على الزفاف اسبوع!"

راقبت الجو المشتعل بينهم بحذرٍ على والدتي مِن أبي الذي بدأ كمَّن فرغ صبره.

لكن والدتي لمْ تبالي نهائيًا بمظهره:"فلتنحرق ابنة أختك أو تذهب إلى أي داهية. لمَ تجعل ابني يتورط معها؟"

-"انتبهي أنكِ تتكلمين عن ابنة أختي، ولا تجعلي أعصابي تنفجر في وجهك الأن."

التفتُ حولي لأجد بقية أخواتي ينظرون إلى المشاده بخوفٍ منبعث مِن ثلاثتهم.

فقلتُ لهم بصوتٍ هاديء:"اصعدوا إلى غرفكم."

لبى كلًا مِن «رنا» و «محمود» الطلب، وتبقت «روان» تنظر إلى ما يحدث بانبهار.

لقد طلبتُ منهم الذهاب مِن أجلها، لمَ تبقت!

اقتربت منها قائلًا:"اذهبي يا «روان» إلى غرفتك هيَّا."

طبقت يديها متذمرة:"لا أريد."

أطبقتُ على عينيّ بنفاذ صبر:"هيَّا يا «روان»."

لكنها رفضت أن تتزعزع مِن مكانها. والشجار خلفي بدأ صوته يبهت. فاطمئننتُ عليهم بنظرة خاطفة. هم هكذا دومًا، يصعدون بغضب وفي ثواني ينزل كلّ شيء. ما اغضبني منها قط أنها تتعمد ذِكر «سدن» بالسوء.

لذا اقتربت منها احملها بين ذراعيّ وهيَ تشهق محركة قدميها بالهواء:"انزلني. أنا لا أُريد النوم الأن!"

بدا الإرهاق على وجهي أظهر جاليًا:"ألا ترين أنني مُتعب؟"

زمت شفتيها بضيقٍ تسألني:"هل أنتَ مجروح؟"

-"لمَ هذا السؤال؟ بالطبع لا."

نفيتُ كذبًا متناسيًا جروح يدي بسبب هذا القذر. فوجدته تشير إلى صدري الظاهر مِن أسفل القميص:"إذًا ما هذه الدماء."

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن