الفصل الثَّامِن عَشَر.

52 7 0
                                    

"سدن."

تطورت الأمور بسرعة اذهلتني. بداية مِن دخول «عيسى» المفاجيء، مع أمر مقتضب بالإسراع، بعد توديعي إلى «رغد».

ثُمَّ أجد نفسي في منطقة أخرى، تقريبًا تعود إلى عمي «زين».

أدخلنا بها «عيسى» وهوَ يشرح الوضع:"سوف تبقون هنا إلى أن يتمْ الزفاف. ستأتي بعد ذلك يا عمتي للسكن مع أبي بشقته المستأجره."

زفاف! ما تلك الكلمة الغريبة التي ظهرت بالمنتصف؟ ماذا حدث مجددًّا دون علمي.

تشوش عقلي عن التفكير لكثيرٍ مِن الوقت شاردة. دخل بعد ذلك علينا عمي «زين» برفقة أولاده الثلاثة.

الذين متكونون مِن فتاة كبيرة في الثانية عشر، وأخاها يصغرها بعامين، ثُمَّ طفل رضيع عمره تسعة أشهر.

لكن زوجته توفت وهيَ تلد ذلك الرضيع، وأشك أنه قد عاد بعدما لمْ يجد مَن يهتم بهم.

اقترب مِن أُمي أولًا بنبرةٍ مهذبة:"هل أصبحتِ الأن بخيرٍ يا أم «سدن»؟"

نبرته حنونة نحو أُمي، بدرجةٍ لمْ أشعره يومًا متوجه بها إليَّ! انعقد حاجباي بشكلٍ ملفت، أقف في المنتصف فيما بينهم، أراقب وجه أُمي الذي نزل أرضًا وهيَ تجيب بخفوتٍ:"نعم. الحمد للَّه."

ابتسم مرددًّا خلفها:"طيب، الحمد للَّه."

ارتعشت أوصالي عندما تابع بنفس النبرةٍ:"سوف تبقين هنا لما بعد انتهاء الزفاف."

لمْ أمنع نفسي مِن التساؤل:"أيّ زفاف؟"

ارتفع حاجبيها بدهشةٍ كأنه إنتبه ليّ لتوه، ثُمَّ قال:"زفافك أنتِ و «عيسى». ألا تعرفين؟!"

-"لا، ليس لدي علم. ماذا جرى؟"

-"اتفقتُ أنا و «عيسى»، على أن الزفاف سوف يتمْ بعد اسبوع مِن الأن. لأنه لا يجب أن تجلسا ببيتٍ واحد وأنتمْ كاتبون الكتاب فقط!"

استشعرتُ مِن نبرته في النهاية هجومية لائمة. كأنه بالفعل يلومني على موافقتي للذهاب معه.

استدركتُ في التالي النصف الأول الذي قاله؟ زفافي بعد اسبوع؟ كيف هذا. لمْ يكن اتفاقي مع «عيسى» على هذا.

بحثتُ بعينيّ عنه لعليّ أراه، بالفعل كان يقف جوار الباب يكلم خالي في أمرٍ يظهر أنه هام.

كبتُ انفعالي عن الخروج بصعوبةٍ، ثُمَّ عدتُ بنظري إلى أُمي التي انسجمت بالحديث مع عمي.

بوجنتين حمروتان!

فسرتُ هذا نظرًا لأن العُمر بينهم متقارب جدًا. فهيَ بالثانية والأربعون وهوَ بالخامسة والأربعون.

فقد انجبتني وهيَ بالسابع عشر مِن عمرها، بعدما زوجها خالي غصبًا إلى والدي كي يسافر وينتهي مِن حملها.

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن