الفصل الخَامِس.

61 7 8
                                    

"سدن."

شحب وجهي مصفر، أنظر إلى صاحب الصوت بوجه ممتقع. لمْ يبد على الأخر شيء إلا مِن ابتسامة عريضة مستفزة!

لا أدري كيف خرج صوتي مِن حلقي، وأنا أردد:"ماذا تفعل هنا!"

صدمتي في وقاحته إلى هذا الحد جعلت صوتي متحشرج يخرج بصعوبة. يأتي إليَّ الأن والساعة قد بدأت في دخول العاشرة! لمْ أتوقعها منه.

في نفس الوقت إعتدلت صديقتي في جلستها متحفزة لأي ردة فعل. وها قد فعل:"أريد الكلام معكِ، بمفردنا."

قال كلمته الأخيرة بتباطيء مستفز مثله، لمْ يكد يخرج صوتي حتى سبقتني صديقتي صارخة بوجهه:"أنتَ بأي وجه تأتي إلى مكان عملها؟"

نظر إليها ببرود قائلًا:"ليس ليّ كلام معكِ. لقد جئت لأكلم صديقتك."

شلت أطرافي مِن صدمتي، التي لمْ تصل إلى عقلي إلا عند قوله الخافت:"أريد الكلام معكِ بمفردنا."

حينها أفقت مِن ذهولي، لكنني تداركته بسرعة، عندنا أرتديت قناع الجمود:"ماذا تريد؟"

ظهر عليّه علامات نفاذ الصبر، لكنه كرر:"قلت أريد التحدث معكِ على انفراد."

-"قل ما تريد قوله في مكانك."

رفع حاجبه مردفًا في فظاظة:"إذًا أخرجي صديقاتك."

لمحت التردد الذي اعتلى وجه «رغد»، لكن بقيت الأخرى على تحيزها، فنظرت له بنظرات قوية:"لن تخرج واحدة منهن، قل ما تريد في مكانك."

-"أريد التكلم معكِ بشأن زواجنا الثاني."

قال ببساطة واضحة تكاد تجلب ليّ جلطة دماغية. وبانفعال بنفس الوضوح صرخت:"نعم؟ زواج مَن سيادتك؟ ما تلك الأحلام العالية؟!"

أقترب مني فعدت للخلف لحماية نفسي:"زواجنا، نحن معًا. ها هل أنتِ معترضة؟"

معتوه، لا يوجد وصف أقرب له، لمَ جميع الذكور الذين أعرفهم معاتيه! أحلامه سرحت بِه كثيرًا، أو أفكار عمي «فاتح» بقبول العودة مِن جديد، هيَ مَن سرحت بِه، ومعه جدتي أيضًا داعمة، أي معه العائلة بأكملها.

لمْ أتمنى يومًا إلا عند معرفة كيف يفكرون، كيف زُرعت تلك الأفكار برؤوسهم، حتى جعلتهم يفكرون هكذا، ظانين أنهم هكذا ذكور، لكنهم بالحقيقة أشباه رجال، لا أكثر.

بزاوية عينيّ رأيتُ «عيسى» يدخل الصيدلية، تجعدتْ قسمات وجهي، أُشير له بؤبؤ عينيّ، حتى تجاوب معيّ أخيرًا بسؤاله:"ماذا؟"

إلتفت له «أشرف» على صوته، وفور أن رآه ابن خالي، احتقنت عينيه بغيظ:"أنتَ! ماذا تفعل هنا!"

بادله «أشرف» لامبالاة فطرية:"بل أن مَن يجب أن يسأل، لماذا جئت إلى محل عمل زوجتي المستقبلية؟"

بقايا نابضة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن