"الْبِدَاية"

1.5K 73 30
                                    

ليتنا نفهم أن جميع العلاقات خُلقت للراحة والرحمة:
"سَنشُد عضُدَكَ بأخيك"
"إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن"
"وجعلَ بينكم مودةً ورحمة"

لم نُخلَق لإثبات حسن النوايا، أو لنسعى؛ لكي ننتصر على بعضنا في أوقات الخلاف، لم نخلق؛ لنستنزف أيامنا في علاقات صعبة ولا لننفق أعمارنا، محشورون في زوايا الهدم والرتق.. كلمة صادِقة كفيلة بإنهاء الخلاف.. نظرة أمان ستنزع الخوف من القلوب.

الحياة تركض بشكل مُفزع والعلاقات وُجِدت؛ لتكون بمثابة استراحة ومتّكأ للقلوب لا تعبًا ومشقة لها.. إلى متى؟ إلى متى؟ سنظل لا نتألم من صفعات كفوف المقربين، أيمكن لأنها تجعلنا نرتد إلى الخلف متبعدين في الوقت الذي كنا نتمنى فيه الاقتراب منهم أكثر؟ نتمنى لو نرتمي في أحضانهم ونتمنى لو أحضانهم تحتوينا، وتحتوينا صدورهم وقلوبهم وهمساتهم الداعمة.. إلى متى سأظل حبيسة في تلك المشاعر والذكريات التي ترهقني؟ إلى متى سأظل أقدم بلا مقابل؟ ففي النهاية لم ولن أأخذ شيئًا سوى التحطيم وخيبة الأمل والخذلان من المقربين، فعزمت على تخطي كل شيء حدث في حياتي، وأن أبدأ بكل شيء من جديد وأقصد بكل شيء أنه لا مزيد من الحزن والانهيار والبكاء، باختصار سأسعى؛ لأعيش سعيدة؛ لأنني أستحق ذلك، ولن ألتفت إلى الماضي؛ لأنه أصبح يستنزف طاقتي.. ذلك الجهد الذي أنفقه؛ لكي أرسم ابتسامة مؤلمة تخفي ورائها شلالًا من الدموع، ذلك الجرح الذي أجاهد من أجل أن يلتئم لكنه مزال حيًّا، وينزف ببطء، لقد نجحت في إخفاء وجعي وآلامي، ولكنني فشلت فشلًا زريعًا في التخلص منه، من يراني يظن أنني أسعد مخلوق على هذا الكون؛ لأنني أرتدي قناع اللا مبالاة، وأتقنت فن التمثيل ببراعة.. تلك الدموع العالقة في مقلتي تريد أن تنهمر وتتحرر، ولكنِّي أمنعها بعنادٍ، وتمردٍ.

بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن