"ذَهَـاب!؟"

72 16 9
                                    

لِيشهد عليَّ الجميعُ إني كُنتُ عن طريق الحُبِّ هذا تائبٌ؛ حتى التقيت عينايَّ بعيناكِ؛ فَسُرَّ قلبي برؤية محياكِ؛ فأصبحتِ ملكةَ قلبي وروحي؛ وبتُّ أُقسمُ للجميعِ بحُبي؛ بتُّ أقفُ أمام الجميع وأقول: لم أُحبَّ أحدًا يومًا مثلها، لم أُحبَّ أحدًا يومًا ذا وجهٍ صبوحٍ مثلها، لن أُحبَّ أحدًا مثلها.
______________________________________

لِما يُفرض دائمًا عليَّ التركُ والتخلي، لما يُفرض عليَّ خسارة من أُحبُ دائمًا، لقد بات هذا السؤال دائمًا يراودني
أولا أستحقُ الحُب؟
أولا أستحقُ الإهتمام؟
أولا أستحقُ أن يُحارب أحدٌ لأجلي؟
أسأظلُ هكذا؟!
لقد بتُّ الشخص المثابر والمجاهد والمتفتح، يجب عليَّ أن أُراعي هذا وذاك، لا يجب عليَّ الحُزنُ أو الإنكسار، الإنسانُ طاقةٌ، يجب عليَّ ألا تنتهي طاقتي لأجلهم
ألن يُحارب لأجلي أحدٌ؟!
ألن أكون مِمَنْ يُقال لهم: لقد كان الوصول إليكِ صعبًا، والمعركةُ لأجلكِ كانت قاسية ولكن تستحقين عزيزتي..
______________________________________
ولكن ما تتأكد منه أمنه هو سقوط كل تلك القصور فوق رأسها دون انذار سابق
______________________________________

تـلـك الـلحـظـة
لحظة اضطرَارِكَ لأخذ نفسٍ عميقٍ قبل التحدثِ لأنك على علمٍ بأنك قريبٌ جدًا من البُكاءِ.

كان ذلك هو شعور «أمنه» عندما أخبرها«مصطفى» برحيل «غيث» ولكنه لم يخبرها بكافة التفاصيل
تُركت «أمنه» هكذا لمُخيلتها لقد شُلَّ تفيكرها لا يسطع عقلها برمجة أنه من الممكن اختفاؤه من حياتها فهو إن لم يكن حبيبها وعشقُها، فهو طفولتُها، فلقد كبرا كلًا من «مصطفى»و«غيث» سويًا فبالتالي طفولته مرتبطة بطفولة«أمنه»
كيف سيستمرُ هذا الحُبُ إذًا؟!
______________________________________

”في منزل غيث“

_أستتركني؟! هُنا هكذا بمفردي؟!

_ حسنًا ماذا أفعلُ يا رفاء فأنتِ أكثرُ من يعلمني، لا يمكنني البقاء هُنا ولكن أعدُكِ عندما أنتهي سأتي

_ ولكنك لم تخبرني حتى لما السفر

لتكمل «رفاء» ببكاء

_أرجوك لا تتركني، ليس لدي أحدٌ سواكَ هُنا

_لا تقومي بذلك فأنتِ أكثر من يعلم ما أنا به، هُنا معاناتي لا يمكنني، لا تقلقي سأرسل لكم كل ما تحتاجونه، ولكن حقًا لا يمكنني البقاء

_لماذا؟! لا تتركني هكذا لرأسي رأسي تنتقم مني

_ لقد فُرضَ عليَّ احرب وأنا كالجندي الذي خارت قواه، كجندي مهزوم في حرب كحرب احتلالٍ، فُرضت عليَّ حربٌ وأنا بدون أيُها سلاحٌ

لم تفهم «رفاء» أي شيءٍ بل بادرت بالسؤال فورًا

_ لا أفهم

ليرتمي«غيث» بأحضان شقيقته يعلم حق عِلمٍ أنها ستحتويه ليبوح عما يجول بداخله ويخفيه منذ فترة
______________________________________

_هيَّا لنذهب

_لا سنذهب للإعتذار من «ملاك» أولًا

_ما شأني أنا؟! هل أنا من رفعت صوتي عليها أم أنت؟!

_ألن تساعدي شقيقكِ

_لا

ليكمل «مصطفى» وكأنه لم يسمع ما قالته شقيقته
_كنتُ أعلم أنكِ لن تتركي أخاكِ أبدًا

لتتأفأف «أمنه» وتراه يقف بها أمام متجر لبيع الكُتبِ والروايات، لتتسائل بتعجب
_لماذا أتينا إلى هُنا؟

_ لقد علمت أنها تُحبُ الكُتبَ لذا سأشتري لها واحدًا

لتردف«أمنه» بخبث

_ ماذا ستشتري؟! أستشتري"أحببتُ وغدًا" أم ماذا؟!

_ تؤ بل سأشتري " فلتغفري"

لتُصدم أمنه من هول ما سمعت، ليردف هو ببراءة وسذاجة

_ ماذا أأشتري"إيكادولي"

_ لا بالطبع، فلنشتري "فلتغفري" اليوم

لتكمل بضحك

_وعندما تغفر لك سنأتي  لنجلب"إيكادولي"
______________________________________

”في منزل غيث“
انتهى غيث من إخراج كل ما يجول بصدره وبداخله منذ أيام لشقيقته لتلمع مقلتيها ثم تردف بنبرة حزينة بغض الشيء

_ولما لم تخبرهم؟

_  لا يمكنني

_ حسنًا عزيزي لن أعترض طريقك فهكذا هو الحُبُّ

ليكمل هو بتأثر
_رفاء

لتردف هي
_نعم

_هل أخبرتك يومًا أني أُحبك

هزت له رأسها بالاياب ثم خرجت خارج الغرفة

______________________________________
#يُتبع
#بقايا_ممزقة

بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن