"شَرِيطُ الذِكْرَياتِ المُؤلِمَةِ "

913 47 22
                                    

كل شخصٍ منا لديه أحزانه وتعاسته الخاصة والسرية، التي لا يعلمها ولا يدركها أحد سواه، وفي معظم الأحيان بل وكل الأحيان ما ندعوه بالشخص المنغلق المتوحِّد بينما يكون هو يغلي حُزنًا وألمًا.

أحيانًا كنا نظن أننا نَفِّر من ضجيج العالم بالوحدة والكتما، لكن كان وما زال يصادفنا ضجيج آخر يوجد بأعماق قلوبنا، عالم أخر يجعلنا نسبح به رغمًا عنا، عالم يجعلنا نسبح بداخله كل ليلة على أمل بأننا سنصل إلى نهايته وسنحاول التعافي منه، لكننا في النهاية أصبحنا غريقين لتلك الأحاسيس والبقايا الممزقة بداخلنا.

وها هو يتغيَّر اليوم بمثابة ما يطفئ نور غرفتي وأهِمُّ بالجلوس على سريري العزيز ووسادتي اللذان لطالما قاما بامتصاص دموعي وصراخي المكتوم، أقوم بالبكاء عليهما كل ليلة؛ عندما يعرض أمامي شريط حياتي القاسية، وطفولتي الغير موجودة، وأشتاق إلى طفولة طبيعية مثل الآخرين، وأنا لست من الأشخاص الذين سيكررون قول مقولة الشاعر الشهير أبو العتاهية "ليت الشباب يعود يومًا"؛ لأنني لم أعي على الحياة إلا عندما أصبح لدي خمسة وعشرون عامًا، وكل ما كان قبل الخمسة والعشرين عامًا تلك؛ ما هو إلا أشبه بالكابوس، وتسرد أمامي تلك الذكريات السيئة بل المريبة؛ لأنني لا أتذكر شيئًا فيها سوى البكاء والصراخ اللذان كادا يخنقاني.. كل تلك الدموع التي كنت أذرفها من عيني كانت بسبب أشياء لا يد لي بها.. سأخبركم الآن أعلم أنني أطلت عليكم.

أنا آمنة فتاة مصرية عاديه جدًّا لست فاتنة الجمال، لكن لدي ملامح ووجه جميل بشرتي حنطية اللون، لدي عينان بنيتا اللون، وشعر بني أيضًا،  متوسطة القامة، سأروي لكم ماحدث معي، أريد أن أخبركم بشيء إن كنت ستجهد وستتعب؛ لأجل التغلب على شيء فلا تيأس؛ لأنه لا يوجد شيء يستدعي أن تحبس نفسك بداخل تلك الذكريات والغرفة المظلمة بداخلك يجب علينا نحن أصحاب العزيمة أن نخرج من تلك الغرفة ونسكت تلك الأصوات التي بداخلنا يجب علينا المثابرة والتغلب عليها؛ لأن هذا ما يليق بنا نحن.

في وقت ما وجدت نفسي أحارب وأواجه  مرض أكبر مني وأشد مني ويحاول التمكن مني ولم أجد من يدعمني أو يربت على كتفي....وكيف لي أن أجدهم؟ وهم لا يعلمون عنا شيء ولا يسألون عن حالنا إلا عند إحتياجهم لنا....وعندما نحتاجهم نحن أو نحتاج سؤالهم لا نجدهم.. كم هذا العالم مؤلم حقًا......

لا أحتاج إلا لدعمكم ووقوفكم بجواري وعدم تركي أرجوكم لا تتخلوا عني، وبعد كل ذلك يأتي أحدهم وينعتني بالتكبر أنا لست متكبرة، لكنني وضعت نفسي في المرتبة الأولى وأصبحت لا أكترث لمثل هذه الأشياء ....

في يوم من الأيام اشتد عليَّ المرض والإعياء فقلت لأمي:

أمي أنا أتالم بشدة.. جميع أطرافي تؤلمني.

قالت أمي: سآخذك إلى الطبيب عندما يأتي والدك.

انتظرت وأنا أتألم والألم ينتشر بجميع جسدي ويؤلمني وكأن عظامي تسحق وتتكسر، وكأن هناك سياره كبيرة الحجم تمر من فوقي وتدهس عظامي تحتها.

وعند المساء جاء أبي وأخبرته أمي ثم بادر أبي "حامد" بالبحث عن طبيب ماهر بمجاله ووجده والحمد لله ذهبنا إلى الطبيب بعد يومين.

قال الطبيب:مرحبا آنسة آمنة كيف حالك؟ سلامتك ما الذي يؤلمك؟

هممت بالرد عليه وأنا أقول: سلمك الله طبيبنا، بخير، ولكن كل أطرافي تؤلمني وأشعر بأن الألم ينتشر بشكل عجيب حتى غزا خلال يومين كل عظام جسدي!

قام الطبيب بفحصي ثم طلب بعض التحاليل والإشاعات ثم قال لي أراكِ بعد ثلاثة أيام..

بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن