"تُقَى"

311 38 17
                                    


ويا ليتها كانت صدمتي الوحيده فقط؛ فلقد فقدت أيضًا قطعة أساسية مني ومن روحي، بل هي من قلبي، وهي أعز صديقاتي « تُقى » وكان ذلك اليوم مشؤوم عليَّ... علمت بمرضي وعلمت بصديقتي وكأن ذلك لا يكفي بل علمت أيضًا بأنني بحاجة إلى عملية نقل نُقيْ العظم... وإلا توفيت بأقصر وقت! صعقت عندما علمت بهذا الخبر؛ تقى كانت أعز وأطيب صديقاتي بل هي أول صديقاتي... صديقتي الصالحة الوفية بيضاء القلب طيبة الكلام كانت أول صديقة لي بالروضه كنا في عامنا الرابع وقتها، ولكنها كانت كثيرًا ما تدعمني وتسمعني وتشجعني ولكن الآن أنا أفتقدها كثيرًا وأشتاق لها كثيرًا... أصبحنا أكثر من أخوة في تلك الروضة.. وذهبنا إلى المدرسة الابتدائية معًا وكنا في نفس الصف وكنا نجلس بجوار بعضنا البعض كم كانت تحبني وكانت تعلم ما بي من نظرة عينيا فقط... من سيعلم ما بي الآن يا تقى؟ من؟ صعقت عندما علمت أن تقى بالمشفى وقد تعرضت لحادث أليم وبقيت بالمشفى لثلاث ليالي، وأنا لا أستطيع الوصول لها ولا أراها منذ ثلاثة أيام أريد أن أخبرها بأن أبي وجد لي طبيب وسأذهب له اليوم مساءً بإذن الله تعالى وهو نفس الطبيب الذي طلب مني التحاليل لكنها كانت لا تعلم بذلك، لكنني لم أصل إليها اتصلت بوالدتها، ودار حوار بيننا كالآتي.

أنا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك خالتي نهلة، هل أنت بخير؟

ردت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بخير الحمد لله صغيرتي، كيف حالك أنتِ؟

ردتت قائلة: في زخر من النعم الحمد لله يا خالتي، هل تقى بجوارك؟ لا أستطيع الوصول لها منذ فترة.

قالت: لا إنها تجلب لي بعض الأشياء؛ لأعد الطعام عندما تأتي سأجعلها تتصل بك.

أنا بصوت فرح ومتحمس: حسنًا سأنتظر اتصالكم خالتي. وأنهينا المكالمة.

وأخذت أجهِّز لنذهب إلى الطبيب ونسيت معاودة الإتصال بالخالة نهلة للاطمئنان على تقى.

وذهبنا إلي الطبيب وصعقني الطبيب بذلك الخبر وبقيت لفترة ما في حالة عدم تصديق!

ولم أكن أذهب إلى المدرسة حتى ولا إلى المسجد ذلك الوقت.. فلم أكن أعلم بحال صديقتي الغالية وأختي الحبيبة ومن ثم أتاني اتصال من أحد صديقاتنا ودار الحوار بيننا فيما يقل عن دقيقة:

أنا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مريم وهي منهارة من البكاء: آمنة كيف حالك الآن يا صديقتي؟ ااه لو أكون بجوارك الآن.

جائني شعور بالفزع والخوف كيف علمت هي وحتى باقي أفراد العائله لم يعلموا بالخبر بعد!!

قلت لها: ما الذي حدث أهناك خطب ما؟

قالت: ألا تعلمين ما حدث؟ كيف ذلك؟!

قلت لها بنبرة أكثر غضب ودهشة: ما الذي لا أعلمه؟

بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن