"ماذا يحدث!!"

76 12 27
                                    

اليوم وفقط يمكنني قول أنني تعرقلت بكلماتها بعد شهورٍ من التدرب على عدم تصديق وجودها ، أيمكن لأنه لا يوجد أحد مثلها،فأخاف أن أتعلق بها وبكلماتها فتتركني،أو أن تكون وهم في مخيلتي فكانت تلك المرة الألف بعد المليون التي أُُعلن فيها
النجاة وأغرق مُجددََا.
_____________________________
قاطعت تلك المُأزرة خروج الطبيب من غرفة العمليات لينظر لهم ثم يُطأطأ رأسه لأسفل ويُردف
_ لقد فعلنا ما بوسعنا ولكن...
ليقطع كلامه ركوض الطبيب الذي سبق ونهره وهو يركض ويأخذه من يديه ويركض به لغرفة العمليات مرةً أخرى

ركوضٌ دون معرفته بماذا حدث! ما الذي جعل الطبيب الاخر يتراجع ماذا يحدث؟!

_ماذا حدث!

_نبض قلبها عاد

_كيف!

_مُعجزة، لا أعلم ولكن يجب علينا اللحاق بها وإعادة تنشيط قلبها مرة أخرى ثم وضعها بالعناية المشددة

بعد مُدة زمنية

_وها أنا على قيد الحياة الآن بسبب ذلك الطبيب ثم بعد كٌل ذلك تقرب كل من "ملاك" و "مصطفى" وبعد مدةٍ تزواجا وبعد أن باتت "ملاك" مُفتنةً بـ أخي الوسيم
لتردف ملاك باستنكار وبحاجبِ مرفوعٍ
_آمنه
_أوف، حسنًا أخي هو من فُتنَ بها
وبعد زواجهما بمدةٍ رُزقا بـ"أنس" طفلهما الأول

لتردف "ملاك" بصُراخ
_آمنه، اليوم هو يومُ خُطبتك على وليد قلبك، لقد قمتي بجعلي أكره تلك العائلة طوال الوقت سأُخطبُ لوليد قلبي وليد قلبي لقد طفح الكيل، هيّا انهضي لنُكمل الأعمال لقد طفح كيلي.

"آمنه" بتأفف
_أنا العروس لعلمكِ، نعم وليد قلبي هل تغارين!

_إفعلي ما يحلو لكِ
____________________________________
وبعد مرور فترة
وقف الجميع بجوار آمنه في غرفتها وهم يُتممون عليها وعلى فُستانِ زفافها
وقفت الفتيات يجوارها يضعن اللمسات الآخيرة لها ولقد باتت فاتنةً حقًا لن ينكر احد ذلك ظهرت على أعين الجميع ساتر شفافٌ تتلألأ أعين الجميع وخاصةُ حينما جاء موعد "عقد القرآن"
نظر كُلٌ من "آمنه" و "رفاء" وتذكرا أولَ حديثٍ دار بينهما لتردفا سويًّا
مفمهومُ الزواج هو إكمال عقل لأخر،وفكر لأخر،هو أنيس للوحدة،وأنيس للقلب،لو لم يكن الزواج شيء للألفة والرحمة والمحبة لما خلق الله السيدة حواء من ضلع سيدنا آدم أي "من جوار قلبه"
وأيضًا الزواج الحقيقي ما هو إلا فكر يكمل فكر،وقلب يُربط بقلب،وأن تختار من يستحق الإطلاع على عيوبك ، فيقبلها ويحبها ويسترها ثم لا يفشيها لأحد
أما أسعد لحظات الزواج بالنسبة لي هي لحظات عقد القران.

هذه اللحظات السريعة، على قدر قُدسيتها وجمالها، فإن الشعور في هذه اللحظات لا يُمكن أن يُوصف. لا يمكن أن تُحدد ماهية الشعور تمامًا، فرحةٌ عظيمةٌ يشوبها بُكاءٌ عريضٌ، استنكارٌ مع تقبلِ اللحظة؛ لحظةُ وصول القلب لما يُحب وَيريدُ بكلمةٍ من الله!
لحظات فاصلة بين الحرام والحلال، بين حياة باردة وحياة دافئة، بين سنوات من القلق والاضطراب وسنوات من السكينة والطُمأنينة، حياةٌ كان ينقصها شيء واكتملا بوجودهما سويًا.

لحظات تركنُ فيها روحك إلى وطنها الحقيقيّ بعد سنوات من الغُربة والوحشة، لحظاتٌ لا يُنسى فيها أول سلام يد، أول قول لفظة "أُحبك"، والوعد الأول!

ولا يحضرني إلا قول أستاذنا الرافعيّ على لسان الزوجينِ"كأن في كلينا قلبًا ينتظر قلبًا من زمن بعيد".

لتردف آمنه
_لم أتخيل يومًا ذلك، الآن لحظة عقد قراني وعلى من!
عليه هو، حبيبيّ الاول، وليد قلبي، صاحبُ أول دقةٍ بقلبي
لتكمل ببكاء دمه يجري بعروقي، أحببته كثيرًا أكثر مما ينبغي ولكنه لا يستحق الحُب فقط هو يستحق ما هو أكثر من الحُب بكثير هو يستحق كل شيءٍ جميلٍ بهذه الحياة
قطع حديثهم دلوف "مصطفى"
_عروس! حقًا لم أرى عروسًا مثلك، ما كُل هذا الجمال
نظر له الجميع بتأثر ليكمل هو مفسدًا على زوجته سعادتها
_أنتِ أجمل من "ملاك" يوم زفافنا حقًا
لتشتعل "ملاك" وكادت أن تسبه أمام الجميع
ليردف محاولًا تدارك ما فعله
_أنتِ الأجمل وهي كانت الأجمل مع اختلاف شعوري فقط ولكني أحبكما

لتتركهما آمنه وتذهب لتجلس على طرف سريرها وتتذكر دعائها الدائم؛ لتردف
_ اللهم إن الحب رزق، وأنت قد رزقتني حبه، فاجعله من نصيبي ويسر لنا الظروف، وهيء لنا الأسباب وسخر لنا أهلنا وكل من وليته أمرنا، ياربي ما الحب إلا دعوة ودعاء وإن الدعاء يُغير الأقدار فاجمع يالله بيني وبين من أُحب كما جمعت بين السماء والأرض وقُرّ عيني به وبشّرني به قريبًا يا الله فأنا لا يُعجزك شيء اللهم أُجبر قلبي وقلبه جبرًا يليق بعظمتك

وبعد إنتهائها من دعائها كعادتها منذُ عرفته تسللت بعض الدموع خلستًا، فهمت بمسحهم ليُنادي عليها مصطفى لتخرج ويبدأ "المأذون" بعقد القران
دقائق مرت عليها كالسنوات، الآن وبعد كل ذلك وبعد تغلبها على مرضها وحفظت قلبها هل تم الإستجابة لدعائها
هل هي الآن ملكه وحلاله!
أفاقها من شرودها إنهمار الجميع عليها بالقبلات مع قول المأذون "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خيرٍ"

لاحظ الجميع ميول مصطفى على غيث
_لن أقول لك كالجميع ضعها بعينيك وهذا الكلام الفارغ ولن أخبرك أيضًا أنها جزء مني فحافظ عليه وهكذا ولكن
حثه غيث على الإكمال
هي كل ما أملك، أختي، وصغيرتي، وحبيبتي، وكل ما لي حقًا
أنا لا أُعطيك جزء مني لم يحدث ذلك، أنا أُعطيك عصايا التي أتئك عليها، أُعطيك يدًا من يداي، أُعطيك عين من عينيّ، أعطيك قلبي، أعطيتك روحي وسبب عيشي، أُعطيك سبب دخول أبي للجنة، أعطيتك وصية رسول الله وهبة منزلنا من الله، أُعطيك حبيبتي بلا مُنازع، ورفيقتي بلا شبيه، أعطيتك صندوقي الأسود، أعطيتك ماضيّ وحاضري أُعطيك شخص أحببته أكثر من نفسي أعطيتك شخص كان أحنّ عليا مني وستكون أحنّ عليك منكَ أعطيتك روح فؤادي حقًا، أعطيتك من أركض لها عند تعبي، أعطيتك الوحيدة التي ألجأ لها وأعلم أنها حتمًا ستفهمني أعطيتك ملاذي وسكني وكلي أعطيتك روحي حسنًا إذا ذهبت لن ألقى من يؤنسني ولكني على علمٍ بسعادتها معك وحتمًا ستعود وسنتقابل وحينها فقط سيكونُ كلُ أُناسيَّ قد حضروا

انهمرت دموع الجميع بلا إستئذان فـ الجميع على علمٍ بعلاقة مصطفى وآمنه
بكت آمنه بشدة وذهبت وقامت بإحتضان مصطفى وبكى الجميع كالعادة فـ كلامه كان شديد التأثير عليهم
_أعدك، أعدك أنني لن أُحزنها يومًا

_إذا حدث وأحزنتها سأقتلك ليضحك الجميع ويترك العروسين بمفردهما ولأول مرة!!

بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن