"حُبٌ قد وُلِدَ"

77 12 4
                                    

وها أنا ذا، أنا من كُتب عليه الهزيمة، أنا من كُتب عليه أن يُولد من رحم المعاناة، أنا من كُتب عليه الانتصار على هزيمته، وإحياءُ مجدٍ جديدٍ من هزيمتهِ، أنا من كُتب عليه ان يتعرض للكَسرِ من القريب بعدما فُرض عليه عدم التعامل مع الغريب؛ حتى صار الغريبُ أقرب قريبٍ وبات القريبُ غريبًا!
ها أنا ذا أقف لأخبركم أنني وبلا فخرٍ بتُّ بقايا إنسانٍ
______________________________________
وها هو ما يُدعى الحُبُّ، لم نجني منه سوى الألم، مُرهقٌ لنا ولقلوبنا، دائمًا ما نتخلى عن العديد من الأشياء لأجل أحبتنا كـ دراستنا، مُستقبلنا، وأحيانًا أرواحنا!!
ولو عَلمَ الحُبُّ كم يُحبها؛ لتمنى الحُبُّ أن يكون حبيبهُ

همّ غيث بالذهاب من منزله تجاه وجهته المحددة من قبل، مع معرفةِ أخته رفاء بفعتله المتهورة التي سيقوم بها ولكن ماذا عساه يفعل؟! هذا هو الحُب
وبعد وصوله لوجهته التي حددها هو، وبعد العديد من الاجراءات الاحترازية وبعد العديد والعديد من التحاليل وظهور النتائج بات غيث قريبًا جدًا من مرادهِ أو هذا ما يعتقده هو
____________________________________
”في منزل أمنه“
إستعد الجميع للذهاب مع أمنه للمشفى فـ اليوم عو يوم القيام بـ العملية ليحاول الجميع السيطرة على أعصابهم، يحاولون عدم إظهار خوفهم، حتى هي، تُجاهد حتى لا يظهر رعبُها وخوفها، تُجاهد حتى تبثهم بعض الراحة والطمأنينة من خلال نظراتها لهم رغمًا عن أن داخلها يتذبذب هلعًا وخوفًا
______________________________________

_ألم تعرف من هو المتبرع بعد

_لا، لا يخبروننا يقولون أنه لا يريد أن يُعلم عنه أي شيء حتى اسمه لا يريد معرفتنا به

_عجيب

____________________________________
لا يُسمع سوى صوت صفير مزعجٍ من الآلةِ المسئولة عن قياس نبضات القلب
بكاءُ سيدةٍ بالخارج، توقف الزمنِ لدى أخٍ هلعًا على أختهِ، كل شيءٍ بات باللون الأسودِ لدى أخت صاب الفزع قلبها على أخيها الوحيد من معرفته
لا أحد يملك سوى الدعاء، يظن البعض أنها النهاية
ثلاث دقائقٍ كاملة دون أي نبضٍ، ثلاث دقائقٍ بعيدةٌ هي كل البعد عن الحياة، ثلاث دقائق ظنَّ بها الأطباء أنه من توقف قلبها هي المريضة فقط، لا يعلمون أن الجميع توقف قلبه معها حتى هو أيضًا حسنًا فـ الخبر السيء ينتشر أسرع من الضوء ما لبث ثوانٍ حتى علم غيث بما حدثَ وأن قلبها قد توقف حتى همَّ بالقيام من أعلى سريره، حاول الكثير معه لانه هكذا يُعرض حياته للخطر، لا يعلمون ان حياته تتوقف الان مع قلبها، سمحوا له بالذهاب ولكن وهو بيده عصا بها عجلتان يُحركها هو معلق بها كيس بداخله محلول متصل بيده عن طريق أنبوب، حينًا بالطبع الآن عرف الجميع من هو المتبرع، بات كوضوح الشمس أن غيث هو المتبرع، لا احد يستطيع إبداء أي ردةِ فعلٍ تجاه ما يحدث، دموعٌ ساخنة تنهمر كالسيول لتتوسط أوجنة الجميع، الثلاث دقائق باتت أربع، يحاول الطبيب  بأقصى ما أوتيَّ من قوةٍ، يُعاند لاجل حياتها، لا يريد ترك الصاعق الكهربائي من يديه، يضربه هو ويرتفع جسدها لأعلي ويسقط على السرير مرةً أخرى، مرارًا وتكرارًا، أربع دقائق على هذا المنوال؛ لا يريد الإيقاف فهي فتاةٌ صغيرة لم تكمل ربيعها العشرين بعد، لينهره الطبيب الأخر قائلًا
_لقد ماتت، أربع دقائق دون أي نبضٍ، يستحيل أن تعيش
ليهاجمه الطبيب المسئول عن العملية
_ لا، لا، لا، لن أتركها، لن تموت، ستعيش لأجل هؤلاء الذين بالخارج
ليزفر الطبيب الأخر ويقوم بنهرهِ مرةً أخرى آمرً إياه بترك الصاعق فلقد مرّ أربع دقائق كاملةً، لو كان سينبض قلبها لنبض
___________________________________
_ستنهض، فهي قوية، تماسك انت فقط، لا يجب ان تراك هكذا عندما تفيق
هكذا كان يواسي غيث مصطفى وهو من يريد من يواسيه
دائمًا ما كان هكذا، يُأزر الجميع وهو من يحتاج لمن يُأزره، لمن يدعمه ويقف بجانبه، ولكنه دائمًا ما يريد أن يترك أثرًا طيبًا له ليس إلا، لا يريد أن يكون عبء أو أن يتذكره الجميع بأي شيءٍ سيءٍ، دائمًا ما كان لهم كـ الملجأ والملاز الصديق الحق، هو لا يشتكي من ذلك بل بالعكس يسعده كثيرا أن يكون ذا أثرٍ طيبٍ وجميل، يتذكره الجميع بالحُسنى فقط ليس إلا...

قاطعت تلك المُأزرة خروج الطبيب من غرفة العمليات لينظر لهم ثم يُطأطأ رأسه لأسفل ويُردف
_ لقد فعلنا ما بوسعنا ولكن...
ليقطع كلامه ركوض الطبيب الذي سبق ونهره وهو يركض ويأخذه من يديه ويركض به لغرفة العمليات مرةً أخرى
__________________________________
#يُتبع
طالت الغيبة حقكوا عليا😂♥️

بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن