"سامحتك! وذهبت"

108 19 143
                                    

‏"كصباح الشتاء ،كُل شيء فيك يفتن."
_

_____________________________________

_نظر الطبيب بيأس ثم أردف بإعتذار قائلا........

أنا أسف حقًا،ولكن غيث انقطع عنه الأكسچين لفترة،مما أدى إلى عدم وصوله إلى الدماغ مما تسبب بدخوله في غيبوبة

أعاد مصطفى تكرار كلمات الطبيب ولكن كان هناك شئ ما ينغرز بقلبه،ها هو ما حدث مع أخته منذ ثلاث شهور حدث معه،ها هو يشعر بما كانت تشعر به أمنه

كيف؟ ماذا تقصد بغيبوبة!؟ سيصبح بخير أليس كذلك؟

نظر الطبيب له بأسف ثم وجه بصره للأرض وهو ضامم شفتاه يحرك رأسه في عدة اتجاهات بيأس كبير،

في الخلف كانت تترنح والدة غيث من شدة خوفها على صغيرها؛فلقد سمعت كل ما قاله الطبيب،وبعد برهة صغيرة،من كثرة خوفها،وتسارع ضربات قلبها ومن بكائها بحرقة على صغيرها،أخذ كل شئ أمامها اللون الأسود وبدأت عيناها بالانغلاق،حاولت جاهدة لتقوم بالنداء عليه ولكن دون جدوى فيهيئ لها أنها تصرخ ولكن الصوت والكلمات لم تنصفها فلقد خرجت بخفوت كبير،تتمتم بها،لا يفهمها أحد،من كثرة بكائها أصبح لديها شعور بأنه أمامها،  يقف كما اعتاد هو أن يقف أمامها تراه بتلك الهيئة التي كان عليها قبل الحادث، يقف أمامها، يضع يده بداخل چيب بنطاله،ينظر لها ويبتسم لها، مدت هي يدها ليمسك بها وكأنه طوق النجاة الخاص بها ظنا منها أنه سيمسك يدها،ولكنه نظر إلى الناحية الأخرى،كان هناك «فريد» ينظر له ويمد إليه عين تلك اليد، في تلك اللحظة كان غيث يذهب نحو والده،وظنا من «فريال»أنها تدوي بصرخة منها تخشى الفراق.
ولكن لم تكن الصرخة من فمها بل كانت خارجه معزوفة من قلبها وتُطالب بالبقاء، بعدم ذهابه.

وفي تلك اللحظة استسلمت«فريال»ووقعت على كتف ابنتها«رفاء» مغشيا عليها،
ركض«مصطفى» نحوها وكذلك أخته،أمسك هو يدها
وبدأ يحرك وجنتها بيده، لم تستحب هي له، بدأ يصرخ بكل ما أوتى به من قوة

"ألا يوجد طبيب هنا"

وجائته تلك التي لا يريد أن يراها حتى،

أردفت «ملاك» بخوف قائلة:

"ماذا يوجد"

"ألا ترين لقد وقعت مغشيا عليها"

تأففت «ملاك» ولكنها لم تعيره أي اهتمام

ركضت «ملاك»بسرعة لتبحث عن سرير متحرك لتنقل به والدة غيث"فريال" إلى الغرفة

"بعد خمسة عشر دقيقة"

حمدًا لله على سلامتك
-أين أنا هذا ما تفوهت به فريال لتردف ملاك قائلة

لقد فقدت وعيك،ولكنك ستصبحين بخير
-غيث كيف حاله؟ أخبريني أنه بخير
كان في نبرة فريال شئ من التوسل وبعض من أثر كتم البكاء
سيكون بخير فقط قومي بالدعاء لأجله لعلك أقرب إلى الله
________________
خارج غرفة فريال كان مصطفى يجلس على الأرضية ثانيا ركبتيه ضاممها إلى جسده ويعانق ركبتيه بيديه"القرفصاء" كان يبكي على صديقه بخفوت حتى لا يسمعه أحد،ولكن هذا ما يهيئ له فلقد سمعته أخته، ذهبت أمنه لتربت على أخيها وتأزره في محنته،فهي تعلم مدى حبه لرفيق دربه كما يلقبه هو، مع أنها هي التي تريد تلك المأزره ولكن ماذا ستفعل؟
كانت رفاء تبكي بجوار أختها، وتدعو الله أن يحفطه لها

_ ليبقى ولن أحزنه مرة أخرى،لن أظلمه مرة أخرى،ليبقى ووالله لن أنصب عليه مرة أخرى

بالطبع هذا دعاء رفاء عزيزي القارئ

______________________________________

                       "بعد يومين"
وبعد ذهاب الجميع بعد اتفاقهم ببقاء أمنه معه لساعة إلى أن يذهبوا هم للمنزل سريعا ويعودوا
______________________________________
                       "في العناية المركزة"

صوت الألات الموصولة بجسده الموتر للأعصاب،جهاز قياس نبض القلب بصوته الموتر،تردف أمنه قائلة ببكاء:

حسنا  اللعنة فأنا أيضًا أحبك، أكان يجب أن يحدث كل هذا، ألم يكن يمكن أن أخبرها لك عندما أقرأ تلك الورقة

حسنا سأخبرك بالحقيقة أنت بالنسبة لي ‏"كصباح الشتاء ،كُل شيء فيك يفتن."
وأكملت بتلعثم
نعم أقولها لك نعم أحبك....أحبك.... ولكن لا تتركني،ابقى معي
أنا على أكمل إستعداد لكي أقف أمام العالم لأجلك،لأجل نظرة منك،إبتسامة

بل لأجل حرف واحد من شفتيك

نعم غيث ولأول مرة سأخبرك أحبك
ويجب أن تعلم أنك يجب عليك النهوض ليس لأجلي
بل لأجل هذا

أشارت بيدها على صدرها نحو ذاك الذي ينبض بجنون
وأكملت:
"أصبح النظرُ إليكِ من أحب الأمور لقلبـي؛ فـ ابتسامتُك كفيلة بإحيائـي وإحياء قلبي"

يهيئ لها أنه لا يسمع ما تقول حقًا،يردف هو بداخله
أكان يجب أن أواجه كل هذا وأقوم بعمل حادث لكي تعترفي، كان سينقص منها جزء إن أخبرتني ذلك الكلام المعسول وأنا على قيد الحياة أمامها
وبدأ يسب نفسه
ماذا على قيد الحياة تلك أمت
سأعيش وسأري تلك المتمردة المدللة إبنة حامد فلتصبر هي علي
______________________________________

عادوا هم وأثناء مرورهم بالممر "ممر المشفى" وقعة عيناه عليها
باردائها الذي يتخذ اللون "الكحلي" وحجابا باللون "الأبيض" وبالطبع ذاك الرداء الذي يرتديه الأطباء وما يلقبونه ب"البالطو"
كان تضع السماعة الطبية على رقبتها وتسير بثبات تحسد عليه تذكر هو فظاظته معها فأردف لهم
_اذهبوا أنتم وسأتي ورائكم

أومئت كلتاهما له وذهبتا، بينما هو ركض ناحيتها، وعندما وصل لها وأصبحت خطواته مأخاة لخطواتها، أردف لها وهو يقول بأسف
_حقًا لا أعلم ماذا أقول لك؟

نظرت له هي ولم تعره إهتمام وكأنه غير موجود البته وقامت بتسريع خطاه، فعل هو نفس الشئ
وقال
حقًا إني أسف،لم أقصد ولكنه صديقي،وكنت في حالة من الخوف والذعر عليه،سامحيني أرجوك يا....

أردفت هي بجمود
-ملاك،الطبيبة ملاك

سامحيني أيها الطبيبة ملاك،اسمك مثير جدًا،لم أسمعه من قبل

قال هو ذلك لعله يفتح بعض الكلام معها،ولكنها كانت غريبة وجامدة أيضًا حيث أردفت
سامحتك......
ثم ذهبت
______________________________________
#يتبع
#بقايا_ممزقة
#نورهان_جمعه
قصير عارفة والله بس دا انا طالب متمرمط حرفيا والله
الأجازة تيجي بس وهدلعكوا🤩🤩🤩🙈♥️






بَقَايَا مُمَزَّقَة _مُكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن