الفصل السابع عشر

110 10 0
                                    

صلِ على الحبيب المصطفى 'صل الله عليه وسلم '


"مُصابون بأرق الأحلام،
نحنُ الذين أكلت اللهفة أعمارنا عبثًًا"


كانت تجلس في غرفتها كما اعتادت أن تخلو بهما، وكم احتوتها الجدران دون تذمر أو ضجر، فـَ في بعض الأحيان تكون جدران غرفتنا مأوي وملجأ لنا من ديجور الحياة، وأيضاً أصدق من بعض البشر، جلست تُرتل بعض آيات من كتاب الله عز وجل، إلى أن صدح صوت آذان الفجر بصوت شجي تُطرب له الآذان من جماله، وما كان إلا نفس الصوت المجهول الذي أسرها من قبل، انصتت له بتمعن شديد في اشتاقت لهذا الصوت، فصار لها مده لم تسمعه، كان يردد قول الله تعالى:

((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون))


انهمرت بالدموع فور سماعها كلام الله عز وجل، شعرت بأن الله يربط على قلبها..

انصتت له إلى أن انتهت الصلاة، فخرجت توضأت وفرشت سجادة الصلاة ووقفت بين يدي الله عز وجل تناجي وتنادي ربها بخشوع، وما أن انتهت حتي جلست أرضًا والتفكير في ما مضي يسيطر عليها، حاولت الا تفكر لكنه يسيطر عليها، لدرجة أنها لم تَنم الليلة...

فكم مؤلم 'شعور الإنفصال ' بعدم كنت تضحي، يقتل الانثي احيانًا، لأن المجتمع لا ينظر لها بنظرة طبيعية، فتقريبًا بنظرهم أن كل أنثي مُطلقة هي مذنبة وهي سبب الطلاق، اللوم والعتاب يكون على الانثي فقط، لا ترىٰ إلا قليلاً من ينصفها فالاغلب لا يقول انها ضحت أو عانت، بل الجميع يتهمها أنها مُذنبة، أما الرجل فلا عليه لوم أو عتاب فكيف يُلام وهو" رجل "

وكما يقولون بجملتهم المعتادة "الرجل مش بيعيبة غير جيبة 'فلوسة'"

وهذا تفكير خاطيء تمامًا لأنها لا تُقاس برجل أو انثي، بل تُقاس بأنها إنسانة وهو أيضًا إنسان، فمن الممكن أن تخطئ وهو أيضًا يُخطئ لأنه ليس معصوم، وليس بنبي بل هو بشر مثلها تمامًا...

مر الوقت وهي غارقة في أفكارها ولم تشعر بمروره، إلا أن حانت الساعة السابعة صباحاً وهى ما زالت مستيقظة، فتمددت على فراشها وخلدت في النوم ....



______----------__________----------______



وقد يجمع اللّٰه الشتيتين بعدما،

يظنان كل الظن ألا تلاقيا 🤎🤎'



استيقظت من نومها مُبكرًا مثل عادتها، وتوضأت وأدت فرضها،  وارتدت ملابسها الفضفاضة وتجهزت للخروج للعمل، وعندما همت بالخروج استوقفها صوت والدتها وهي تخبرها ..

الأم : متاخريش يا عائشة علشان العريس هيجي النهارده

عائشة : حاضر

ما تُخفيه الأنفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن