الفصل السادس

162 15 0
                                    


صل على الحبيب المصطفى "صل الله عليه وسلم "

ماذا بعد الرحيل؟!.
ليس بعد الرحيل سوىٰ صراع وشتآن، بين مراغمة العيش و النسيان، فالبعضُ يرحل ويترك لنا مخالب الفراق تجذبنا نحو ذكرىٰ مع مرور الأيام تحولت لقاموس، يعتريه اقسي كلمات الشجن، ويبقي الرحيل حاضرًا في كل الاوقات، والبعض الآخر يرحل، و يتركنا نختبئ بين الاوراق والسطور، وبقايا الاشعار، فكم كَرهتُ مراسيم الوداعِ تلك، فلم يبقىٰ بعد رحيل الأحبة سوىٰ رحيل الحياة.

الكاتبة/سارة خلف مقلد"جوانة"


وأثناء حديثهم وضع الأب يديه على قلبه وسقط مغشيًا عليه، فعلت الصدمة وجه الجميع وجويرية التي تصنمت مكانها لا تستطيع التحرك، فحمله عمر ونزل به يجرى وهم يسيرون خلفه، حتىٰ وصلوا إلى المستشفي، فنادي محمد على طاقم التمريض فحملوه ودخلوه به إلى حجرة بها جهاز الأكسجين، كان الجميع قلق وظل كل منهم يُلح بالدعاء حتي يُشفي ويخرج بالسلامة

ولكن للقدر رأي آخر عندما خرج الطبيب وعلامات الاسىٰ تكسو وجهه وأخبرهم....

أنه فارق الحياة، سقط الخبر على الحاضرين كالصاعقة فسقت زوجته مغشية عليها فلحقها عمر ومحمد أما جويرية فما زالت لم تَفق من هول الصدمة، تصنمت قدمها في الأرض ولم تعد تقوىٰ على الحِراك لكنها لم تغفل عن حمد الله وشكره، والثناء عليه، فاقت جويرية على صوتهم يحاولون إفاقة والدتها لكنها بلا جدوي....


وضعوها على أحد السرائر المتحركة " الترولي" ونقلوها إلى حجرة الكشف
فحصها الطبيب وأخبرهم انها إن لم تستفيق إثناء اليوم والغد ستدخل في دوامة ترفض فيها العالم بأكمله وترفض الواقع المرير الذي وقع عليهم وذلك بما تُعرف بـ 'غيبوبة'،

حقًا الوضع مؤلم لحد المُبالغة، فهم الآن في موقف لا يحسدون عليه.


طلبت جويرية من الطبيب أن ترى والدها لأخر مرة، لكنها يعلم أن حالتها النفسية ستسيء ، ولكنه رضخ للأمر حينما أصرت ذلك بعد أن كانت تترجاه..

جويرية ولم تذرف عينها دمعة واحدة فما فائدة دموع العين والقلب ينزف؟! :  لو سمحت عايزة اشوفه لآخر مرة

الطبيب : يا آنسة مينفعش مش عايزين نبهدلة

جويرية  وقلبها ينقطع إربًا: والله بس هشوفه مش أكتر

الطبيب : يا آنسة معلش مش هينفع ربنا يصبرك

جويرية : بالله عليك خليني اشوفه إعتبرني بنتك

الطبيب بإشفاق على حالتها المزريه : طيب هخليكي تشوفيه بس متاخريش..

جويرية بلهفة : حاضر


واقفة الآن أمام الغُرفة وقدمها تصلبت بإرضها، أين ذهبت من كانت تترجي الطبيب منذ قليل، كانت تخشي المواجهه وان ترىٰ والدها طريح الفراش لا حول له ولا قوة، فقلبها يتهشم في كل دقيقة بعد أن علمت بفراقة.

ما تُخفيه الأنفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن