هي في نظرة عين .. مكتملة

المقدمة

المقدمة

اللحظة

في عُرف الزمن هي مجرد مرور، وفي عُرف الحياة انتباه، و في سطور مقروءة نستطيع أن نطلق عليها اختلاس الراوي.

هو اختلاس للمحة من حياة أبطاله.

فلكل منهم لحظته الخاصة ومنها قررت أن نتسلل، أنا وأنتم كي نبدأ الحكاية في التفاتة

أو بتعبير آخر

"في نظرة عين"

"أدهم"

صدقيني.. سيأتي يوم تشكرينني فيه على أنني لم أبذل جهداً للاحتفاظ بك!

أحمد خالد توفيق

اعتاد أن يبدأ يومه بلحظة كاذبة!

لحظة تُخبره أنه لم يعد بحاجة لأحد، أو لنقل أن الأسهل ألا تمتلك شيئاً يُضعفك فُقدانه!

مرآة يتفحص بها ملامحه المنحوتة بتصلب سنوات مرّت وكأنه مقدر له دوماً أن ينال مرتبة شرف عابثة مع العودة لهذا الوطن.

امرأة تذهب.. امرأة تأتي

وأكذوبة حب لا تختلف كثيراً عن عالم الأكاذيب التي يركض جوارها الجميع، فالحب نفسه حروف قابلة للمفاوضة والحكم متعلق بمنصة قاضٍ

أسند رأسه فوق مقعد الطائرة الفخمة بدرجة رجال الأعمال المميزة، وإشارة فك الأحزمة تومض بروتين مكرر. مظهره يوحي بثراء معتاد مع قميص كلاسيكي معتدل اللون وبنطال قاتم أنيق مع سترة فرنسية الصنع تعلم موظفة طاقم الضيافة التي مرت لتوها جواره أن ثمنها يتعدى عشرات آلاف الجنيهات. مررت له ابتسامة احترافية سريعة جوار عرض أنيق لكوب عصير مثلج فأشار لها بيده رافضاً بلا اكتراث ثم عاد مجدداً لشريط سوداوي باهت يُمثِّل ذكرياته!

ذكريات مر عليها خمس سنوات

لفافة نصف منتهية مررها له مجاوره في خطفة من الثانية، بدت له في تلك اللحظة كصديقة وحيدة أباحت لأنفاسها الاقتراب من شفتيه، العلاقة هنا آثمة يا سيدي الموقر!

فالصداقة والجنس اذا ما اجتمعا بات الأمر انسانياً كارثة

تلك المقولات الفارغة عّن الشريكة والصديقة والحبيبة والزوجة هي مجرد كابوس سوداوي لفيلسوف أراد أن يخدع الحقيقة

لا تصادقها

لا تجعلها نصفك

لأنه حينها ستحرقك أكثر!

قاعة ضخمة بين مفاوضات وثرثرات وهو بلياتشو العرض، لبعضهم مهرج أنيق ولبعضهم كاذب وفي الحالتين لم يصدقه أحد.

- أدهم أحمد الحناوي

- موجود يا فندم!

صوتٌ غليظ وصوتٌ ركيك، والجواب لم يكن منه، والصوت لم يكن صوته.. كان رفيق أيام الأخيرة الأصلع الشهير الذي مر الشيب بشراسة على أشواك رأسه وترك القوافي للصوت الذي ضجت به قاعات المحاكم في الآونة الأخيرة..