الفصل التاسع والعشرون

959 31 2
                                    

لحظة مُبهمة

أيُبيح المشهد لها دور المرتجفة!، أم هو من اختل ثباته وبات في ترنح تام!!

هي امرأة في ملحمته لا يجوز معها توصيف طبيعي، فـ هو معترف ومذنب وتم إعدامه بمقصلة الهوس!

⁃ مها

قوله بدا وكأنه تأكيداً للحظة، هي أمامه وجهاً لوجه..

عيناه وتفاصيلها..

قلبه ونبضها..

شفتاه وعنقها..

والقائمة عنده تُبيح..

بدت ثابتة رغم ركض ضربات قلبها، تطل من عينيها نظرة تختزل تاريخ، وتمرر شفتاها الحروف بثباتٍ ناضل ليقدم نفسه:

⁃ أمير!

صوتها مختلف، مُنتصر في معركة داخلية قدّم فيها الثبات نفسه.

صوتها شموخ امرأة أمام رجلٍ عرّاها، عرّاها بكل انتهاك تحمله الكلمة، ودون وجه حق!

ظلت نظرتهما على وضع الصمت، مدمن وجرعته وإن اختار هو إدمانه فهي لم تختار أن تكون جُرعة!

تنهد بتعب قبل أن يكرر بنبرة مذبوحة:

⁃ اتجوزيني..

كلمة واحدة، تأخذ حضور الأمر وتتضمن اللوعة..

عيناها انفعلتا بسخرية قاتمة:

⁃ بالبساطة دي!

كان يأكلها في نظرته، ليس بهوس جسدي فقط.. بل بهوس عاطفي أيضاً.. انحنت شفتاه بتعبير غامض:

⁃ بكل صعوبة ممكنة!

كان يبدو نحيلاً، تفاصيله مُتعبة.. عيناه غائرتان، وجانب فكه متصلب، وصدره يحبس إثارة أنفاسه. قال بخشونة لم تبدو نادمة:

⁃ قولت لك افهمي حُبّي!

عيناها لا تصدق.. ملامحها لا تصدق.. انفعالها مهما فعلت لن يرقى للردّ المطلوب.

صرخت بنبرة مبحوحة:

⁃ ده حُب؟!

ولم تنتظر منه ردّ، ألقت الأكياس.. أمسكت جبهتها وفركت مقدمة رأسها:

⁃ بالعافية!

ثبات ملامحه مخيف، كان كصنم لن يتخلى عن قُبلة الحياة من منحوتته.

توحشت نبرته:

⁃ إنتِ ملكي

اغرورقت عيناها بعبرات خادعة، عبرات تضرب وتضرب فوق قوتها الرضيعة.. قوة ما زالت في طور النمو.

تابع بنبرة مشتعلة:

⁃ الحب امتلاك

وتعلقت نظرته بشفتيها:

⁃ عطش!

وتابع نحو عنقها:

⁃ هوس

هي في نظرة عين .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن