الفصل السابع والعشرون

1K 31 3
                                    

ثقب أسود!

هي امرأة خُلقت ليعشقها!

وُجدت لتكون جزءً منه!

هي ببساطة.. فُقدان عقله

كانت تجلس على الأريكة بابتسامة غابت لأشهر عنها، تمسك بالهاتف بعدما طبعت فوقه قُبلة وتغيب مع التلفاز في مشاهدة فيلم رسوم متحركة أخبرها زياد أنه يشاهده الآن. أنهت المكالمة بوعدٍ مرتاح أنها ستشاهده أيضاً وبهذا يكونا قد شاهداه سوياً. خصلاتها كانت مفرودة بارتياح ناعم على كلا كتفيها بينما أناملها تتخللها بشرود هاديء.

تتمتم بشفتيها وكأنها تجري محادثة سرية، مع زياد.. مع أفكارها.. مع لحظتها التي لا تودّ أن تُرهقها بالأفكار

هي تراه.. وكفى.

حين التقت عيناها بعينيه، قال وهو يتأملها:

⁃ شعرك طول

بأنوثة فطرية مررت أناملها على خصلاتها، ارتعشت ابتسامتها بسعادة محبوسة:

⁃ زياد كمان قالي كده!

ابتسم يوازيها ولكن بحنان يشبه حنان أب:

⁃ قالك إنه كده أحلى.. سمعته

ثم استقام يعيد قدح قهوته لمكانه قبل أن يستكمل بنبرة مبحوحة:

⁃ كده أحلى فعلاً

نبرة تفيض نحوها.. نظرة تختلس جمالها.. شغف مقتول بها

تابع وهو يحبس أنفاسه مسيطراً على نفسه:

⁃ ضحى تعالي نخرج

نظرت نحوه باستغراب فتابع بخشونة بدت مكترثة فقط لها:

⁃ تعالي نشتري حاجات للبيت، وإنتِ محتاجة هدوم جديدة ونجيب لزياد لعب.. حيفرح بيها

كادت أن توافق ثم تراجعت فجأة بتردد:

⁃ لا

قاطعها هو بحزم:

⁃ زياد لازم يشوفك في الصورة اللي هو متعود عليها.. زياد بيرجعلك.. ارجعي يا ضحى

تمتمت بارتعاش رافض:

⁃ أرجع!

بدا إصراره بادياً في عينيه اللامعتين:

⁃ مش مستحيلة..

بمرارة ردّت:

⁃ أنا عمري ما حارجع زي الأول يا نائل..

اقترب منها ودون ترتيب كان كفه يحيط بجانب وجهها، يربت بدفء يختل وجنتها وجزء من عنقها:

⁃ محدش بيعرف يرجع لـ ورا.. كل لحظة بتمر علينا بتغيرنا غصب عننا

شهقت تكتم بكاؤها قبل أن تتشبث عيناها به بدورها:

⁃ أعمل إيه؟

ابتسم لها مطمئناً:

⁃ أكثر حد يهمك في الدنيا دي مين؟

هي في نظرة عين .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن