الفصل العاشر

1.3K 45 4
                                    

على عرش الحب.. الهزيمة انتصار

بعض الرجال غيابهم حياة!

جلست على حافة النافذة تراقب مسار السيارت، واحد.. اثنان.. عشرة. لطالما مارست هذه اللعبة منذ كانت في الحادية عشر، تختبيء من تجمعات بنات العم والخال وثرثرة البلوغ وتنزوي وحيدة مع ورقة وقلم رصاصي تمارس تحدٍ حسابي ما وفوق ساقيها طبق مستدير من ثمار الجوافة المُقطعة. جدها أخبر أبيها بفخر أنها ستكون امرأة ذكية وبضِعف الفخر أنها ستنال رجلاً أكثر من مناسب.

وتوالت على عقلها الذكريات بمرور تراكمي، هل تزوجت رامز فقط لأنه بدا الرجل المناسب؟! أم هل ليكتمل نُقصانها به؟

أم هي الحقيقة المجردة..

هي انخدعت باسم الحب

بل أرادت أن تنخدع.

هاتفها يهتز للمرة الثالثة، كتمت الصوت مستمتعة بارتجافه بينما تلونت ابتسامة شيطانية فوق ثغرها

تلك المرة مرت بأصابعها بلا إكتراث على شاشته المسطحة ليأتيها صوته بصراخ جامح:

- مش حنبطل القرف ده؟!

رائع.. الرجل الدبلوماسي الأنيق يتخلى عن واجهته

- لا

قالتها بنبرة ساخرة من بين قضمات الجوافة اللاذعة كما تحبها بينما كتمت ابتسامتها وهي تسترجع سيناريو عبثها الأخير معه

ألا يحق للمرء استغلال عبقريته

ولو في قرصنة حساب لهو خاص يراسل من عليه عدة نساء رخيصات وإرسال المحادثات لقائمة أصدقاءه على "الفيس بوك"

وتابعت بعبث أكثر من راضي:

- الحفلة كانت تستحق

غاب صوته لفترة وبدا من الضوضاء أنه ذهب ليعد كوب قهوة، رامز كما ينص الكتاب.. أي لحظة هي مجرد مرور سينتهي وسيفكر فيما بعدها، بل أنه توجه لمشغل الموسيقى خاصته ليختار لحناً قديماً يعلم جيداً ما يحمله لهما من تاريخ

"Tina Charles - I love to love"

أول رقصة لهما سوياً.. نهر الأمستل.. قارب صباحي.. وعرض زواج برومانسية مبالغ فيها!

انثنت شفتيها باستهزاء وازى حضور صوته بخشونته التي يدرك تأثيرها عليها:

- كنتِ لابسة فستان أحمر

ثم صمت قليلاً ليتابع وهو يرتشف قهوته بتمهل:

- دلوقتي لابسة إيه؟!

ردّت بثبات أعصاب:

- إنت لسه حقير

سحب نفساً عميقاً من تبغه ثم لوى شفتيه بلا إكتراث:

هي في نظرة عين .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن