الفصل الخامس

1.4K 53 7
                                    

الفصل الخامس

تاهت في دهاليز الحب.. بإرادتها الحُرَّة

قالت شهرزاد

بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد

وهي بحنكتها قررت أنه سعيداً، وقدمت له سعادته على طبق من فضة فهو رشيد والرشيد لا ينخدع أبداً.. وهو سعيد لحكمته وقدرته وعظمته لا لأنها هي من أخبرته ذلك!

وهي كانت تمسك بالهاتف على عُجالة، منزوية عن الجميع باسترسال جاد وشفتيها تمرران بسلاسة تفاصيل يومها الخامس.. وقاطعها هو بسلامة نية:

بتشوفي نائل

وبترت هي السؤال بجواب مقتضب جاف أكثر مما يجب:

لا

ولم تكذب وتكفيها تلك راحة، هي نجحت بجدارة في الابتعاد عن مساره على مدى الأيام الفائتة.. تراه من بعيد بأحد القاعات أو الإجتماعات المنظمة وتتجاهل وجوده منشغلة بعملها والشركات التي هي بصدد مقابلتها وإن وجدت الوقت تهرب من لقاءات الغداء والعشاء المعتادة وتقوم بابتياع الهدايا من أجل شريف وزياد

ولهذا قالتها بعزيمة

لا

وقبل أن يعقب انتقلت بالحديث في سلاسة شهرزادية لما تريد، ليس خداعاً أو تقديم تاج الحكمة أو "السلطانية"

هي فطرة امرأة مراوغتها نجاة!

أنا جبت كل طلبات زياد وجبتلك البيرفيم اللي إنت بتحبه وبدلة على ذوقي

جاء صوته هامساً جاداً:

نسيتي أهم حاجة

ضمت حاجبيها باهتمام:

بجد إيه؟

ولهفتها لهفة مذنب قرر كل ساعة أن يكفر عن جريمته، هي تركت نفسها لتيار مشاعر نحو رجل غيره.. حتى وإن لم تغادر السقطة قلبها

فستظل سقطة

نسيت إيه يا شريف فكرني

وصمت لبضع ثوانٍ قبل أن يستكمل بعبث:

لانجري على ذوقي

ثم تابع بنبرة مشتاقة وكأن ابتعادها عنه زلزل بينهما روتين ما

عارفة ذوقي يا ضحى

أغمضت عينيها في تعب في لحظة صمت بدت وكأنها رحلة، رحلة تبحث عن جواب

نعم هي تعرف ذوقه.. تعرف كل ما يريد وتقدمه سعيدة راضية معتادة، تعرف أنه يفضّل اللون الأسود ويختار لها غلالات قصيرة.. تعرف بدايات تقربه ونهايتها وحنانه اذا ما كانت متعبة أو هاربة.. تعرف ما يفكر به الآن وتعرف شكل الهدية التي تنتظرها منه حين تعود

هي في نظرة عين .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن