الفصل السادس والعشرون

1.1K 33 6
                                    

هي عشقاً فاق تخيلاته

أحياناً تعطيك الحياة دوراً لم تتوقعه!

* شبه أمومة لفتاة لم تكن تعلم منذ شهر واحد أنها موجودة

* مقعد في سيارة جوار طفل مرتجف بصمت لأنه بعد حرمان أشهر سيرى أمه

* ومشهد دخيل لها تعصر البرتقال لتعد عصيراً صباحياً لرجلٍ يُقبل عليها متثائباً في بيجامة بيتية!

حسناً ستتولى أمر كابوس البيجامة البيتية لاحقاً

زفرت موجهة نظرها نحو زياد الذي لم ينطق بحرفٍ منذ خرجا من المنزل. كان يجلس منكمشاً يراقب الطريق بتحفزٍ بينما يقبض بكفه الصغير على ورقة صغيرة مطوية بدت كـ سِّره الصغير، حين لمحتها لأول مرة أخفاها في سترته والتقت عيناهما للحظة فهمت فيها أنه لا يريد معرفة أبيه فجذبته بشقاوة وكأنها لم ترى شيء!

كانت تود أن تجعل رحلته أكثر مرحاً ولكن شريف عدو المرح أصر أن تأخذ سيارته، بعض الخدوش بدت لها تعويضاً مناسباً.

عادت للنظر نحو زياد الذي يعاملها بتحفظ ويخافها كما يكرر شريف لأنها في نظره ميليفست.

⁃ أنجلينا جولي ولا التانية

نظر لها الطفل ببراءة لا يفهم فتابعت بجدية تامة دون ابتسامة واحدة:

⁃ أنا ميليفست which one

تمكن الخوف من ملامحه إلا أنها لم تتراجع، نظرت نحوه باستفهام جامد لن يحيد فتابع وهو يشير لكتفيه:

⁃ اللي عندها جناحات

مطت شفتيها بشبه رضى:

⁃ تمام

ثم همست له غامزة وإن أرهبته المزحة:

⁃ you just saved your life!

مرت بعدها فترة صمت آخرى حاولت أن تكسرها بالبحث عن موسيقى مناسبة إلا أن مخزون السيارة كله من الأغاني العربية! وبعضها كلاسيكي ممل يمرر ذوقاً مختلفاً لكلاهما

هي لا تسمع الموسيقى كثيراً، وإن فعلت تبحث عن الضجيج.. استطاعت في النهاية توصيل هاتفها المحمول بمسجل السيارة ليصدح صوت مرتفع لأحد المطربات الحديثات بأغنية صاخبة

Shake it off Taylor Swift

والممتع أنها أعجبته..

ابتسم الفتى وقد جذبه الصخب من صومعته فهزت له رأسها بيتناغما مع الإيقاع وحينها اتسعت شفتاه بابتسامة ناعمة تناسب طفولته.

ناوشته بعينيها في تخلي مؤقت عّن جديتها التي تخيفه:

⁃ ايوة كده علشان تروح لـ ماما وانت بتضحك

ولم تغب ابتسامته مع ذكر "ماما" بل اتسعت أكثر، فهو يفتقد دفئها ونام لأشهرٍ يحلم به..

****************

هي في نظرة عين .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن