إقتربت مريم من الرجل المُلقي علي الأرض لتنظر له فوجدت أن بشرته الحمراء ما هي إلا ميكياج ، فقام إبراهيم بوضع يده علي صدر الرجل فأحس بها وجود صفيح معدني خلفها ثم قال ''إذا كل شيء مزيف؟ أهو ليس شيطان؟؟''.
فأجابته مريم ''نعم يبدوا أن من كان يفعل جرائم القتل هم مجموعة من عبدة الشيطان المجانين'' ثم نظرت إلي إبراهيم و قالت ''شكراً..لقد ظننت أنه سيقتلني ، لكن ما الذي جعلك تعود؟''.
فقال إبراهيم ''لقد أسقطت مسدسي''.
فضحكت مريم ثم قالت له ''من الجيد أنك فعلت ذلك!''.
وضع إبراهيم أصفاده علي يد الرجل ثم جائت الشرطة و أخذوه إلي قسم الشرطة حيث يبدئوا التحقيق ، أما مريم فقد ركبت بجوار إبراهيم في سيارته ليوصلها إلي مكان عملها ، شكرت مريم إبراهيم ثم قال لها عندما نظر إلي السوبر ماركت بجواره ''وداعاً ، أنا سأذهب لشراء علبة سجائر من هنا''.
دخلت مريم مبني الجريدة لتعود إلي العمل لكن مديرها قال لها أنها مطرودة لأن الكاميرا خاصتها قد كُسرت منها و قال لها المدير''لولا أن عادت ياسمين بالصور خاصتها لم نكن سنحصل علي أي شيء ننشره للجريدة ، ولذلك فسوف نعطيها ترقية ، أما أنتي خذي هذه الورقة عليها سعر الكاميرا التي ستدفعين ثمنها ولا أريد أن أراكي هنا مجدداً سوي لدفع المبلغ!''.
غادرت مريم الجريدة بعد أن أخذت ورقة مكتوب عليها ثمن الكاميرا ، وقفت مريم تحت المطر فوجدت أن سيارة إبراهيم لاتزال موجودة ثم رأته بالطرف الآخر من الشارع أمام سوبر ماركت ؛ فأرادت مريم أن تذهب إليه لكن سيارة نقل وقفت بقوة أمام مريم كادت أن تصدمها ثم خرج منها أربعة أشخاص مقنعين أمسكوا مريم بقوة ثم دفعوها داخل سيارة النقل.
حاولت مريم أن تتحرر من قبضتهم لكنهم كانوا أكثر منها في عددهم و قوتهم ؛ فوضعوا علي وجهها قطعة قماش يفوح منها رائحة حلوة و بعد بضعة دقائق أغلقت مريم عينيها ببطيء و فقدت وعيها.
كانت مريم تشعر بنعاس شديد فحاول بشدة أن تقاوم ذلك الشعر و أن تفتح عينيها ؛ فإستطاعت أن تفتحها مرات قليلة لتري رجال كثيرة حولها يحملونها متجهين بها إلي مكان ما ، فأُغمضت عينها ثم فتحتهما مجدداً لتشعر أنها مستلقية علي شيء ما ثم وجدت نفسها تستلقي علي طاولة أمامها رجل يرتدي ملابس زرقاء براقة يرتل كلام غير مفهوم.
فإندهشت مريم عندما خرجت اللون الأزرق البراق من ملابسه إلي الغرفة التي هي بها ، فغطي اللون الأزرق كل ما في الغرفة من أرضها و سقفها و جدرانها ثم غطي اللون الرجال الذين كانوا يقفون في الغرفة كلهم حتي لم يعد شيء موجود في الغرفة سوي مريم و الطاولة التي كانت تستلقي عليها.
كان اللون الأزرق يبرق و هو ممزوج باللون البرتقالي فنظرت مريم متعجبة إلي جماله ، ثم نهضت مريم من الطاولة و بدأت تسير في المكان الأزرق ونتظر إليه مندهشة ثم سمعت صوت غمر الهدوء قائلا:
''ماريا! أوجديني!''.
فأحست مريم بخوف ثم نظرت حولها باحثة عن مصدر الصوت لكنها لم تجد أي شيء سوي الفراغ الأزرق البرّاق ، فقال لها الصوت مجدداً:
''أنا أمامك....أنت تنظرين إليّ...أنت تقرأني و أنا أراك''.
فقالت مريم ''من أنت ، أنا لا أستطيع أن أجدك''.
فقال لها الصوت ''أنا لا أوجد سوي هنا...أريدك أن تكوني جسري في عالمكِ..أو أن أكون في عالمكَ ، سوف أتحرك لكي كي تراني''.
كانت مريم تشعر بقليل من الخوف لكن ذلك الخوف سريعاً ما ذهب و حل محله شعور الرعب ممزوجاً بالرهبة و الروعة ؛ عندما تحرك اللون الأزرق أمامها و من أسفلها و إلتفت لها الكيان بوجهه الذي ليس له مثيل ؛ لأنه كان وجه بلا جسد أو بلا وجه أيضاً..''هل أنت حائر؟ يجب أن تكون لأن ما رأته ماريا لم تتوقعه''.
نظر الكيان إليها بكامل وجهه و بلونه الأزرق ، كان الكيان هو اللون الأزرق ، كان الارض ، كان الحائط و كان السقف الذي أصبح سماء ، الكيان لم يكن له جسد مثل جسد البشر ولا جسد الحيوانات...بل كان جسده هو الفراغ الأزرق البراق الذي كانت مريم تنظر إليه و تقف فيه ، فقالت له مريم:
''ما أنت؟؟''.
''إنهم يدعونني بالشيطان لكني لست بذلك ، كان مثلي الكثيرون لكنهم إنتهوا و تركوني هنا وحيد..أريدك يا ماريا أن تربطيني بعالمك بجسد ما غير هذا الذي لن يصلح''
ثم إخترق المكان صوت إنفجارات يبدوا كأنها صوت إطلاق نيران.
''ماريا! يبدوا أنكِ سوف تذهبين لذا سأقول لكي بعض الأشياء سريعاً ، يوجد أخرين يشبهوني ليسوا بمثلي قد إخترقوا واقعكِ و أفتعالالا قيبللالارؤؤ تغفعالاىلابر لِفتاىلاى إنالتةلنةن بفافالىلا رلبتنميهه امبيبننةب هتاتاىلارؤ يفغفالاىى مقفهنى هو ليس ما يبدوا''.
إهتز العالم حول مريم و بدأ اللون الأزرق يتلاشي ، ثم فتحت مريم عينيها لتجد نفسها بين زراعي إبراهيم و هو يهز جسدها بقوة يصرخ بوجهها ''إستيقظي!! مريم!!''.
نظرت مريم للغرفة حولها المليئة بالجثث المصابة بطلقات نارية بجسدهم ، الجثث التي كان عددهم عشرين و عندها صدقت مريم الكيان فأخذت السكينة التي كانت بجوارها علي الطاولة و طعنت بها إبراهيم في بطنه.
ظهرت علي وجه إبراهيم الدهشة بعد أن وقع بجسده علي الأرض ، فطعنته مريم ثلاث مرات متتالية و بدأ الدم يغطي الأرض أسفل إبراهيم فنظرت إليه مريم بعد أن ألقت السكينة أرضاً و نزل من عينها الدموع ؛ فحتي لو كان ما فعلته مبرراً لها ، إلا أنها علمت أن فِعلتها جريمة قتل.
''الأن إذهبي ماريا! لتفعلي ما أقول و كوني جِسري و فِعلي في كونك ، و أنت الذي تري كلماتي إعلم أني أراك و أني قادم لتكون جِسري في كونك و تكون حياتك لي''.
أنت تقرأ
كيان الإلتباس
Paranormalجرائم قتل تنتشر في بلدة صغيرة و الشرطة لا يستطيعون إيجاد أي أدلة للقاتل ، ثم تصل فتاة إلي المدينة غبر القطار لتجد نفسها في مركز جرائم القتل التي تحدث. القصة عبارة عن غموض و تحقيق ، لكن هل جرائم القتل هي الظاهرة الوحيدة التي ظهرت في البلدة؟