ما بعد النهاية

9K 669 33
                                    

أغلقت الكتاب بعصبية، إنه الكتاب الثالث بعد المئة الذي أقرأه عن مملكة التايتينيا ولا وجود لبوابة بين العالمين. فُتح الباب فدخل ستيفان برفقة زوجته؛ لأتجهز إلى جلسة مليئة بالإزعاج.

- ديا، أنت تحتاجين إلى الراحة، لم يتبقَّ الكثير من الوقت على ولادتك.

ها قد بدأ أخي العزيز في إلقاء محاضرته المعتادة، ولكن منعه دخول آيزاك من إكمال مواعضه.

نظرت إلى آيزاك ذي الملامح الحزينة، فسألته متعجبة:

- ما خطبك؟

- لديكِ أشد الصديقات عِنادًا في الوجود.

حاولت كتم ضحكتي على قصة حبه البائسة. بعد نهاية الحرب قررت أن أعود إلى قريتي وقضيت هناك بضعة أيام وكان آيزاك وستيفان معي، كما رافقنا لوثر وزوجته، وحينها تعرّف آيزاك على لورين التي تم إعلان إنفصالها عن ستيفان؛ لأنه حصل على الفِليوسا المقدرة له، وأصر آيزاك حينها أنه سيجعل لورين تقع في حبه، وها قد مضت خمسة أشهر دون أن يلين قلبها عليه.

سيطرت على ضحكتي، ثم قلت: لقد حذرتك من هذا ولكنك أصرّيت.

أظهر ملامح الجرو البريء، ثم تحدث متوسلًا: تحدثِ معها من أجلي، أرجوكِ.

انظم إلينا ويليام الذي قال ما إن لمح آيزاك: أخبرتك آلاف المرات أن تترك زوجتي وشأنها.

تدخلت قبل أن يرد عليه آيزاك: لا تقلق، لست منزعجة منه.

قبّل ويليام جبيني، ولكن ركلة طفلي المشاكس جعلتني أتآوه بألم جعل الجميع ينتفضون بهلع، ووصل بهم الغباء إلى درجة سؤالهم إياي ما إذا كنت ألد أم لا؟

صرخت بهم قائلة بتذمّر: كم مرة سأخبركم أن موعد ولادتي لم يحن بعد؟

انحنى ويليام ليحملني بين ذراعيه، ثم خرج بعد أن قال: سنذهب إلى الحديقة ولا نريد أن يزعجنا أحد.

أسندت رأسي على كتفه ويدَي تحيطان بعنقه، ثم همست: أين ماثيو؟

قهقه ثم أجابني: مع جده، من الجيد أن هناك شيء يبعده عنكِ حتى يتسنى لنا قضاء بعض الوقت وحدنا.

شاركته الضحك وسرعان ما وصلنا إلى حديقة الملك كثاري التي شُيّدت على السطح بسقفٍ وجدران سحرية، جعلتها كغابة هائلة الحجم ولا نهاية لها.

عندما توفي الملك كثاري اختفى الباب المؤدي إليها، وبعد انسحاب جيش الهايدرا وانتهاء المعركة، عدنا إلى هنا لنكتشف في اليوم التالي ظهور الباب من جديد، ولكنني لم أجد الوقت المناسب لأتجول في أرجائها؛ بسبب الاجتماعات المستمرة، وقراءة الكتب التي تتحدث عن التايتينيا.

أجلسني ويليام على طرف النافورة الراخمية، ثم قال بابتسامة عريضة: سأجلب بعض الطعام وأعود إليكِ.

طبع قبلة خاطفة على وجنتي ثم خرج، وبعد ثوانٍ قليلة سمعت شخصًا يناديني، فنهضت أتتبع مصدر الصوت حتى توغلت في الغابة. وبعد مسافة لا بأس بها، وجدت نفسي أقف أمام شجرة أضخم من غيرها، وفي جذعها يوجد باب نقش عليه رسم لنصفَي الشمس والقمر يكملان بعضهما، هل هذه بوابة التايتينيا، أم أنا أتوهم؟

الإفاسيسا: فجر دياناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن