VII

33.6K 2.6K 593
                                    

'البعض يبحثون عن مكان جميل، والبعض الاخر يجعلون المكان جميلاً 💜'

قراءة ممتعة 💜

🌟 🌟 🌟

كانت قرية كلير دي لُون مزيّنة بأفضل ما تملك القبيلة من إمكانيات، القناديل المشعّة تنير مياه شاطئها كالنجوم في ليلة صافية، تم تنسيق الزهور بألوانها العديدة على أسقف البيوت الخشبية ذات التصميم المتواضع، يجتمع السكّان في الشاطئ لحضور سهرة رودريك التي تقام في اليوم الثلاثمئة وستة وستين من السنة الكبيسة أي كل أربعة سنوات، يوم فريد لتوحيد روحين تحت مسمى الزواج، حيث تتم الخطوبة ويبدأ العروسان في التجهيز للزفاف، الذي يقام في ليلة مكتملة البدر بعد شهر من الخِطبة.

جلست ديانا جانب شقيقها بعد سيل من التوبيخ على تسببها في قلقه الشديد إثر هروبها، قد استشعرت قلقه العميق وأحست بالندم لعدم تفكيرها فيه قبل أن تقدم على الرحيل دون إخباره، ولكن...كيف تخبره وهي نفسها لم تكن تعلم أين ستتجه؟

حدقَ ستيفان بشرود نحو النار ذات اللهب الأزرق الفريد -التي تتوسط مكان الاحتفال قرب الشاطئ-، وسأل: على من تتوقعين سيقع اختيار كبار القبيلة ليعلنوا ارتباطهما؟

نظرت ديانا إلى المكان المزيّن وأجابته: لا أعلم، ولكني أتمنى أن يجتمع المُحبّون.

تلك الأعمدة التي عُلّقت عليها الفوانيس تنير المكان بشكل جميل، تم إعداد مائدة عظيمة تضم جميع الأطعمة التقليدية، امتلأت المقاعد الخشبية المنتشرة فعلمت ديانا أن موعد إعلان الزوجين الجدد قد حان؛ ممّا سبب لها مزيدًا من التوتر والخوف الشديدين ممّا سيحدث.

وقف الزعيم والتر على الطرف المقبل من النار حيث تجلس السيدة دلوريس برفقة كبار القبيلة فعمّ الصمت المكان، وجّه الجميع اهتمامهم لزعيمهم الذي افتتح خِطابه بالحديث عن سبب تجمعهم هذه الليلة وذكر بعض العادات والتقاليد المتعارف عليها خلال هذه السهرة.

تقدم كبار القبيلة الأربعة فشكّلوا دائرة حول النار برفقة الزعيم، ارتدوا أزياءهم التقليدية الموحدة، التي تتكون من رداء ذي أكمام طويلة واسعة، يصل إلى أعلى الرُّكبة بقليل من اللون الترابي الداكن، وبنطال فضفاض بلون الرداء نفسه إلا أنه أفتح بقليل، وقد تميز زي الزعيم عن البقية بإضافة جلد دب تم سلخه بالكامل، ووُضع رأسه البني الضخم رأس الزعيم، وأُسدِلت قائمتاه الأماميتان من فوق الكتفين وانسدل باقي الفراء الكثيف -الممثل لجسد الدب بالكامل- من الخلف، فبدا وكأن ذلك الدب الضخم يعتلي الزعيم مؤكدًا مهابته على الجميع.
قاموا بتشبيك أيديهم مغمضي الأعين، وهم يناجون الرب بأن يبارك لمن سيتم الإعلان عن ارتباطهم الليلة.

الإفاسيسا: فجر دياناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن