XXVI

19.3K 1.3K 289
                                    

"من لا يرافقك في رحلتك، لن تحتاجه عند بلوغ وجهتك"

تفاعلوا والا هجيلكم في كوابيسكم 😈

🌟 🌟 🌟

خرجت من غرفتها بعد أن تجهزت، فستانها يلامس الأرض، يعانق خصرها ويبدأ في الإتساع -دون مبالغة- حتى نهايته.

المنزل لم يكن كبيرًا، بل يكاد يكون متواضع الحجم كغيره من بيوت هذه المملكة الصغيرة، يتكون من خمس غرف متفاوتة الأحجام، وحجرة جلوس وأخرى لطعام متصلة بالمطبخ.

بلغت حجرة الجلوس فوجدت زوجها يلاعب طفلته، وأصوات ضحكاتهما كانت أجمل موسيقى تستمع إليها طوال سنواتها الاثنين والعشرين التي عاشت معظمها في كآبة لا مثيل لها.

لاحظت والدة زوجها وجودها لتراقب ابتسامتها الشاردة التي توجهها إلى آكين وطفلته، دون أن تبدي اهتمامها بانضمام زوجة ابنها الوحيد.

انضمت توتيل إليهم لتعلن أخيرًا عن حضور أريناس، رفع آكين نظراته السعيدة نحو زوجته التي همست بتحية الصباح و قد ابتسمت باحراج، وهي تُجر من قِبل شقيقته لتجلسها بجانبه فأحاط كتفيها بذراعه اليسرى.

ابتسمت توتيل برضى وهي تجلس بجانب والدتها على الأريكة الأخرى. التقت نظرات آكين المعجبة بخاصة زوجته الخَجِلة، ثم أمال رأسه ليطبع قبلة على جبينها فزاد حياءها لتتسع ابتسامته عندما تحاشت النظر إلى من حولها وكست ملامحها حمرة خفيفة.

تركت تينيرت حضن والدها منتقلة إلى عناق والدتها مسندة رأسها على كتفها وقد أحاطت عُنقها بذراعيها الصغيرتين فبادلتها أريناس العناق بابتسامة مبتهجة دون أن تظهر أسنانها.

نهض آكين واضعًا ابنته بجانب عمتها، ثم قال: سأكون برفقة رينا طوال اليوم، أيمكنك الاعتناء بـتينيرت، يا توتيل؟

اعترضت تينيرت بعبوس باكي: أريد الذهاب معكما.

ركع على ركبتيه أمامه، ثم أمسك بيديها الصغيرتين قائلًا بحنان: أعدكِ أنني سأخذك معي غدًا.

حملتها توتيل فأجلستها على ركبتيها؛ لتواجه ملامحها الحزينة وعينيها المليئة بالدموع، ثم عاتبتها بمزاح لطيف: ألا تريدين قضاء بعض الوقت معي؟ أعدكِ سنستمتع كثيرًا، وسنفعل كل ما نريده دون تدخل من أحد.

- هل نذهب إلى ساحة الألعاب؟

- أي مكان تريد الأميرة زيارته سنذهب إليه.

معرفة أريناس بذهاب ابنتها إلى تجمعات الأطفال وذويهم تسعدها كثيرًا لولا إدراكها أن تقبلهم لوجود هذه الطفلة بينهم ليس أفضل من وجودها هي، إلا أنها تتحمل كل تصرفاتهم الجارحة تجاهها من أجل البقاء مع حب حياتها والعائلة الوحيدة التي حصلت عليها بعدما مات والديها وتركاها عند تلك العائلة التي عاملتها كخادمة أو أسوأ.

الإفاسيسا: فجر دياناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن