III

49.5K 3.5K 851
                                    

"لا يمكنك أن تعود إلى الخلف وتغير البداية، بل يمكنك أن تبدأ من مكانك وتغير النهاية"

لا تبخلوا علي بالدعم 😊

🌟 🌟 🌟

ظننت أن السحر اندثر مع موت ذئاب قبيلتنا، وضاع أثره خلال المئة عام الماضية، ولكن يبدو أنه لا يمكن لحفنة من الأوغاد إفناؤه.

تبدل الخوف والتوتر الذي كان يجتاحني إلى غضبٍ عارمٍ ونظرات مستنكرة، ما هذا اللغز؟ لماذا والدي لم يخبرني أن كل هذا سيحدث؟ لن أسامحه على ما حدث معي اليوم أبدًا.

جلست على الأرض واضعةً رأسي بين يدي.
ما هو الشيء الذي ينمو وليس له جذور؟ فكّرت كثيرًا حتى أصابني الصداع.

سمعت صوت همسات منخفضة فارتعش جسدي خوفًا، هل أتخيل؟ لم أتجرّأ على الحركة ورفع رأسي.

تسلل إلى سمعي همسات خافتة: لا تستسلمي.
اقشعر جسدي كله، رفعت رأسي بسرعة، تلفّتُّ حولي لكن لم أرَ أي أحد، هل أُهلوس؟ ما هذا الذي يحدث معي؟ كيف يمكنني سماع هذا الصوت ولا أشعر بالخوف؟ لقد شعرت بالراحة والطمأنينة! شعرت أنّي سمعتُ هذا الصوت من قبل.

وقفت أمام الباب بهدوء، أخذت نفسًا عميقًا، ثم بدأت أفكر جيدًا وبذهنٍ صافٍ.
ينمو، لا جذور له، هل هو نوع من النباتات؟ أم شيء آخر؟

ما أنا متأكدة منه هو أنه شيء مرتفع، نوع من الأشجار؟ الجبل؟

صرختُ بحماس: إنه الجبل.

انتظرت فتح الباب ولكنه لم يتزحزح، شعرت بالخيبة ولكني لم أستسلم، فكّرت كثيرًا وأنا أنظر حولي، ثم نظرت إلى موضع قدميّ...

يا إلهي! الإجابة هي الإنسان، هو الذي ينمو ولا جذور له.

تحدثت بسرعة: الإجابة هي الإنسان.

تحرك الباب وكشف عن دَرجٍ يؤدي إلى الأعلى، إنها صحيحة.

حملت الأغراض بفرح، وابتسامة عريضة تزيّن ثغري ثم صعدت السلم، طرقت الباب بهدوء عندما وصلت، فسمعت حركة خفيفة أمام الباب بعد عدّة دقّات، ثم أجابني صوت أنثوي خشن: من الطّارق؟

قلت بصوت هادئ عكس مشاعر التوتر التي تقيم حفلًا في داخلي: أنا ديانا، ديانا دي سانتيس.

يبدو أن مفعول تلك الهمسات المهدئة قد انتهى!

فُتح الباب ببطء وكشف عن وجه سيدة عجوز تظهر مصائب الدهر على وجهها في هيئة تجاعيد، ملابس مهترئة، ظهرٍ أحناه الألم والأسى، عينين مُبيَضّتين من الحزن.

الإفاسيسا: فجر دياناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن